============================================================
يسلمكم إلى الملك الديان عراة فرادى، فيوقفكم على سواتكم، ثم يجزيكم بسوء أعمالكم.
اخواني : فهؤلاء علماء السوه شياطين الإنس، وفتنة على الناس، رغبوا في عرض الدنيا ورفقتها ، وآثروها على الآخرة، وأذلوا الدين للدنيا فهم في العاجل عاروشين، وفي الآخرة هم الخاسرون، أو يعفو الكريم بفضله وبعد، فاني رأيت الهالك الخاسر المؤقر للدنيا سروره ممزوج بالتنغيص، تتفجر منه أنواع الهموم، وفنون المعاص، وإلى التلف والبوار مصيره، فعاد فرح الهالك ترحا(1)، لم تبق له الدنيا، ولم يسلم له دينه، بل خسر الدنيا والآخرة بحبه للعاجل، ولم يعلم(2) الهالك ما قدر له . الا ذلك هو الخسران المبين الاحتجاج بجمع المال إتهام لله ورسوله : فيا لها من مصيبة ما أفظعها ! ورزية ما أجلها(3) ! الا : فراقبوا الله اخواني، ولا يغرنكم الشيطان وأولياءه من الانس بالحجج الداحضة عند الله عز وجل، فإنهم يتكالبون على الدنيا، ثم يطلبون لأنفسهم المعاذير والحجج، ويزعمون أن أصحاب رسول الله كانت لهم الأموال، فتزين المضرورون بذكر الصحابة ليعذرهم الناس على جمع الأموال، ولقد دهاهم الشيطان وما يشرون: نساد الاحتجاج بمال عبد الرحمن بن عوف وغيره من الصحابة: ويحك أيها المفتون !1 إن إحتجاجك بمال عبد الرحمن بن عوف مكيدة من الشيطان ينطق بها لسانك لتهلك لأنك متى زعمت : أن خيار الصحابة (1) الترح : ضد الفرح . وبابه طرب (ختار الصحاح 76) (2) في الأصل : ولم يقد.
(3) في الأصل : ما أجملها تحريف
পৃষ্ঠা ৭৬