============================================================
والقلب. وتبدوين فقه ما أهمله الفقه من أعمال الجوارح، أو من أعمال القلوب.
وبطبيعة الحال كان عمل المحاسبي على أساس هذا المنهج بداية ولم يكن نهاية، أي أنه لم يستوعب الفقه الإسلامي كله بطريقته المبتكرة، بل آنه وضع الأساس ولقد كانت طريقة المحاسبي هذه هي تدوين الفقه الإسلامي هي الضوء الذي أنار الطريق أمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين، وأمام الكثيرين من العلماء الذين عنوا بالدراسات النفسية الإسلامية ولقد عني المرحوم عبد القادر أحمد عطا بتراث المحاسبي منذ نعومة أظافره، وذلك يظهر لنا من كتبه التي بين أيدينا. فنجده دائما مسترشدا بآراءه، وناصرا لمنهجه القائم على وجوب التطهير قبل العمل. حتى آننا نجده يقول عن المحاسبي في أحد كتبه : "هذا هو الإمام المحاسبي، الإمام القذ، والمثل الأعلى للعمل الإسلامي الخالص لله وحده، والباحث عن كل ما فيه صلاح لأمة الإسلام ، والكاشف للناس عما يخفى عليهم من الموبيقات المهلكات ، والخبير الأول بين علماء الإسلام في علل النفوس وأدوائها، والسابق الأول في العالم كله بالتحليل النفسي الدقيق، والفهم الواعي لطبيعة الإنسان" ولقد أعان الله المرحوم عبد القادر عطا على إخراج معظم كتب المحاسبي إلى النور، فهو لم يكن يتعلق بالهزيل من الكتب، ويظهر هذا لنا مما خلفه لنا من كتب محققة ومؤلفة.
وقد اختار المرحوم عبد القادر عطا بما له من خبرة واسعة في عالم التراث وتقافة الإسلام أن يجمع كتب المحاسبي التي تشكل في مضمونها وصايا للامة الإسلامية، ولكن القدر لم يمهله لرؤية هذا العمل الجليل وهو يظهر إلى النور، وقد اختار له اسم الوصايا وقد استعانت دار الكتب العلمية الله على إصدار جميع مؤلفات المرحوم عبد
পৃষ্ঠা ৬