153

============================================================

" والذي نفس محمد بيده إن الزبانية أسرع إلى فسقة حملة القرآن منها إلى عبدة الأوثان، حتى يكبوا معهم في نار جهنم . فيضجون إلى الله فيقولون: ربنا بأي شيء أرديتنا جميعا في النار مع من كان يأكل رزقك، ويعبد غيرك؟ وقد تلونا كتابك في دار الدنيا، فيقول الله عز وجل : صدق عبادي السوء (تلوتم ](1) فلم تحلوا حلاله ولم تحرموا حرامه، ولم تقفوا عند عجائه، ولم تعملوا بحكمه فليس العالم كالجاهل الذي لا يعلم. فذوقوا العذاب بما كنتم تملون وبلغنا عنه عليه السلام أنه قال: " الا انقضت الأيام والليالي، حتى يضع الرجل المصحف أمامه يقلب أوراقه وإنها لتلعنه، ولا يمر بآية إلا لعنته، ولا بحرف إلا لعنه، قيل : ولم ذلك يا رسول الله ؟ قال : يمر بهذه الآية فيها إجتناب الخمر والميسر، فتقول الآية: كذاب الآخر لعنه الله. ما يتجنب خمرا ولا ميسرا، ويمر بهذه الآية: ...

ولله على الناس حجج البيت من آستطاع إليه سبيلا ...)(2) فتقول الآية : كذاب الآخر لعنه الله . إنه استطاع الحج فماحج، فما يمر بآية مخالفا لها إلا لجنته وبلغنا أن بعض أهل العلم قال : "من أطاع الله، فقد ذكر الله، وإن قل صومه وصلاته وقراءته القرآن، ومن عصي الله لم يذكره(3) وإن كثر صلاته وصومه وقراءته القرآن".

يا قوم: فما(4) عملتم بحدود القرآن، وصلتم إلى أجزل الثواب، وأعلا المنازل عند الله تعالى، وإن ضيعتم حدود القرآن، وتلتموه للثواب، خشيت أن يفوتكم الثواب بحدوده فكم قال له يتبرأ القرآن منه غدا ويهوي مع الهاوين بعد (1) ما بين المعقوفتين : سقطت من الأصول:.

(2) سورة: آل عمران، آية: 97.

(3) في الأصل : فلم يذكره.

4) ما : مصدرية . والمعنى : ما دمتم تعملون بحدود القرآن فقد وصلتم إلى اجزل الثواب

পৃষ্ঠা ১৫৩