135

============================================================

والآخر: مبغض لكثير من محاب الله عز وجل، محب لكثير من مكاره الله عز وجل، مشغوف بكثير من منافعه في الدنيا (1) محزون الصنيع الله له، وما يعقل ما حل به من ذلك. فكفى بهذه مصيبة حلت بعبد پسي ويصبح دهره مبغضا لما يحب الله، محبألما أبغض الله مصرأ على ذلك عمره.

ويحك !! لقد انتهى في مخالفة الله عز وجل، وفي عداوة نفسه لو كان يفقه.

اخواني : فراقبوا الله عز وجل، ولا تتكلوا على العبادة مع الاصرار على ب ما يبغض الله عز وجل، وجاهدوا أنفسكم على خالفة الهوي، وموافقة الله عز وجل فيما يحب ويبغض، وإن ذلك واجب وثوابه جسيم، والخطر في تضييعه ظيم فكفي به إثما أن يحب الله أمرا فتكرهوه، ويبغض امرأ فتحبوه(1)، خلافا من المخلوقين على الخالق، والله عز وجل مطلع على ذلك من قلب العبد، تعالى الله عز وجل، ما أحلمه(2) على عبد علم ذلك من ضميره، ويا لها من فتنة قد حلت باكثر من ترى إلا قليلا. عصمنا الله وإياكم بما عصم به أولياءه، آمين يا رب العالمين.

(1) في الأصل : وتحبوه.

(2) في الأصل : ما أحكمه .

পৃষ্ঠা ১৩৫