فلا شك أنه يرضى عمن يعتني بجمع شمائله ونشرها (صلى الله عليه وسلم).
ومنها: تعرضنا لمكافأته (صلى الله عليه وسلم) على إحسانه إلينا، وإنقاذه إيانا من ظلمات الضلال إلى أنوار الهدى، ومن الشقاوة الأبدية إلى السعادة السرمدية، وهذه نعمة كبرى لا تمكن مقابلتها بشيء، ولا يقدر على مكافأته عليها إلا الله تعالى.
فجزاه الله تعالى عنا أفضل ما جزى به مرسلا عمن أرسل إليه، فإنه أنقذنا به من الهلكة (1)، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، دائنين بدينه الذي ارتضى واصطفى به ملائكته، ومن أنعم عليه من خلقه، فلم تمس بنا نعمة ظهرت ولا بطنت نلنا بها حظا في دين ودنيا، أو رفع بها عنا مكروه فيهما، أو في أحد منهما .. إلا ومحمد (صلى الله عليه وسلم) سببها القائد إلى خيرها، والهادي إلى رشدها.
وهذه العبارة من قوله: (.. فجزاه الله ... إلى اخرها) عبارة إمامنا الشافعي (رضي الله تعالى عنه) نقلتها من «رسالته» (2) التي رواها عنه صاحبه الربيع بن سليمان (رحمه الله) تعالى.
ومنها: أن معرفة شمائله الشريفة تستدعي محبته (صلى الله عليه وسلم)؛ لأن الإنسان مجبول على حب الصفات الجميلة ومن اتصف بها، ولا أجمل ولا أكمل من صفاته (صلى الله عليه وسلم).
পৃষ্ঠা ৪২