به خاطف الأقدار يستعجل الخطو
برغم فؤادي أن أخط لك الرثا
وأندب ذاك الوجه والمبسم الحلو
يفتت قلبي كل شطر أخطه
فإن يمحه دمعي السخين فلا غرو
أيتها السيدات والأوانس!
أراكن تبكين، وعزيز علي أن أكون سببا في حملكن على البكاء؛ لذلك سأقصر عن تلاوة شيء من مرثاتها لأخيها الأخير.
الآنسة ميليا بدر وكيلة مدرسة الأمريكان للبنات تقف وتقول: هو الإلقاء الذي يبكينا. ولكن لا تحذفي من المحاضرة شيئا! - رغم البكاء، ورغم هذه المناديل المنشورة في أيدي أخواتنا؟ - نعم رغم البكاء!
أصوات: لا بأس من قليل من الحزن والبكاء. - حسن يا سيداتي، وقد صدقتن. لا بأس من البكاء على آلام الغير. ولابد في الشعر من الحزن والدموع؛ فقد قال إدجر آلن بو بعد كثيرين غيره: «إن العبقرية الشعرية حزينة في جوهرها، وإن الطبائع التي تدرك ذلك وتحبه تقرب من تلك العبقرية عند التعاطف في الشجو والكآبة.»
قلت إذن: إن شقيقها الشيخ إبراهيم كان آخر الباقين من إخوتها، فرثته من قلب متقطع لم يبق فيه صبر ومقدرة على الاحتمال، قلب يعرف أنه فقد أخا تجددت بفقده اللوعة على جميع الذين سبقوه، ويعرف كذلك أن الذي فقده صاحب شهرة ذائعة فلا تنس الأخت في الحزن سبب افتخارها:
অজানা পৃষ্ঠা