মমলিক মন্সিয্যা ওয়ারাথাট
ورثة الممالك المنسية: ديانات آفلة في الشرق الأوسط
জনগুলি
في الإنجليزية القديمة. وتكاد تتطابق جمل كاملة مع نظيرتها الإنجليزية. فجملة «برادر إتو أم» تعني «أنا أخوك». وكلما سمعت هذه العبارات في بيئة كابول التي تبدو غريبة في كثير من الأحيان ، وسط جبالها الثلجية، من رجال يرتدون معاطف «شابان» متعددة الألوان وقبعات «باكول» صوفية مسطحة وعانوا من الفوضى والقتل أكثر مما كنت أتخيل، كنت أشعر كما لو أن «يدا امتدت، وأخذت بيدك» - مستعيرا عبارة من آلان بينيت عن شعور العثور على شخصيات متعاطفة في التاريخ.
يعود سبب ذلك إلى ثلاثة أو أربعة آلاف عام، قبل حقبة طويلة من ظهور الإمبراطورية البريطانية، أو حتى الإمبراطوريات الأفغانية السابقة، عندما كان كل من أوروبا وأفغانستان مستعمرتين من قبل الأشخاص ذاتهم: الرعاة الرحل من القوقاز الذين نشروا لغتهم الهندو-أوروبية عبر مساحة شاسعة من الأرض. ففي صحراء تاكلاماكان، شرقي هندوكوش، اكتشفت جثة محنطة لأحد هؤلاء المستوطنين في عام 1980. ويعود تاريخ المومياء إلى ما يقرب من 3800 عام، ويطلق عليها اسم «جميلة لولان». كانت ذات شعر بني مائل إلى الحمرة، وعظام وجنتين بارزتين، وأنف مرتفع. يظهر وجودها فيما يعرف الآن بغرب الصين إلى أي مدى وصل المستوطنون الهندو-أوروبيون. ولا عجب أن الإسكندر، عندما وصل إلى هندوكوش، تذكر وطنه وبحث عن الأماكن التي ظهرت في أساطير شعبه. وكان يأمل أن يعثر في هندوكوش على الجبل الذي قيد فيه بروميثيوس بالسلاسل، عقابا من الآلهة لأنه علم الإنسان سر النار؛ وبينما كان يسير جنوبا نحو الهند، اقتنع بأنه يسير على خطى الإله ديونيسيوس، الذي تصور أنه تعرف على طقوسه بين العادات المحلية. ربما كان اعتقد أنه قد وصل إلى نهاية العالم - المكان الذي صارت فيه الأساطير حقيقة - وكان يفرط في تفسير الصدف. أو ربما كان يرى أوجه تشابه ثقافي تعود إلى ذلك الاستيطان المبكر.
لذا فإن الشعر الأشقر والعيون الزرقاء اللذين يميزان أفراد قبيلة الكلاشا لا يثبتان أنهم من نسل جنود الإسكندر، ولكن لم تكن تلك الفكرة مستحيلة على الإطلاق. بعد وفاة الإسكندر، حكم ملوك إغريق جنوب أفغانستان وجزءا كبيرا من باكستان أكثر من قرنين. واشتهرت «إمبراطوريتهم المكونة من ألف مدينة» بالثراء وأقاموا علاقات تجارية مع الصين وأقاموا علاقات دبلوماسية مع ملوك الهند. ولا يزال اسم سكندر (الإسكندر) شائعا في كشمير، ولا تزال مدينة قندهار الأفغانية تحمل اسم الملك اليوناني المميز. واستمر الحكام المسلمون في بدخشان، وهي مقاطعة في شمال كافرستان، في الادعاء بأنهم ينحدرون من نسل الإسكندر نفسه حتى أواخر القرن الخامس عشر. ولم تكن مقدونيا المجاورة لليونان، التي كانت أيضا تدعي أحقيتها في إرث الإسكندر، على استعداد ليتغلب عليها اليونانيون بعلاقتهم بالكلاشا. فدعت أمير هونزا لزيارة خاصة في عام 2008، لأن هذا الأمير، الذي يعيش في منطقة تقع شمال شيترال مباشرة، يدعي أيضا أنه من نسل الإسكندر. ولدى الكلاشا تراث شفاهي يرجع أصلهم إلى «شلق شاه»، في إشارة محتملة إلى سلوقس، قائد جيش الإسكندر. وبالفعل، يبدو أن دراسة للحمض النووي لسكان الكلاشا أجريت في عام 2014 تؤكد أسطورتهم. إذ أظهرت أنه في وقت ما بين عام 990 و206 قبل الميلاد، دخلت جينات أجنبية، ربما أوروبية، في تجمع جينات الكلاشا. •••
علمت بنورستان بعد مدة وجيزة من وصولي إلى كابول. في ذلك الوقت، لم أر الجبال ذات القمم الثلجية التي تحلق فوق العاصمة الأفغانية على جانبها الشرقي - الذي يعتبر جزءا من هندوكوش - بسبب ضباب الصيف الناتج عن الأبخرة والدخان الذي كان يخيم على المدينة، ولكن عندما سقطت قذائف الهاون على المدينة، قيل لي إنها أطلقت من تلك الجبال. ومنذ ذلك الحين، اعتبرتها أماكن تجمع بين الرعب والجمال. ففي نهاية الأمر، الاسم «كوش» يبدو إلى حد كبير مثل الكلمة الأفغانية «كشتن» التي تعني القتل. ومع ذلك، فقد أثار اهتمامي أنه لا تزال توجد في تلك الجبال أماكن لن أستطيع الوصول إليها؛ لذا قرأت بشغف كتب الأشخاص الذين زاروا نورستان، بمن في ذلك روبرتسون وأيضا إريك نيوباي، وهو كاتب رحلات بريطاني بلغ المقاطعة في عام 1956. واقتربت في بعض الأحيان من المكان، ورأيت صورا لقرى جبلية مذهلة، محفوفة بالمخاطر، لكن في الواقع لم تطأ قدماي أرض نورستان.
وبدلا من ذلك، قررت في عام 2008 المغامرة بدخول منطقة هندوكوش من الجانب الآخر. وسافرت من بكين بالقطار والسيارة غربا عبر مقاطعة شينجيانج المضطربة في الصين إلى مقاطعة هونزا شمال باكستان. وقد زار روبرتسون هذا المكان وكتب بعد ذلك كيف وجد نفسه مضطرا إلى تسلق شجرة بزيه الشعائري الكامل، والسيف، والخوذة النحاسية؛ إذ كان الحاكم المحلي يعيش على فروعها لتجنب الاغتيال. كانت المنطقة في كثير من النواحي شبيهة جدا بأفغانستان، لكنها خالية من الخطر. فقد كان بإمكاني ركوب الحافلات المحلية الصغيرة، والذهاب للتسوق في الأسواق، والتحدث بحرية مع الناس (بالقليل من اللغة الدارية، وعموما كانت الإنجليزية منتشرة لأن المنطقة ليس بها لغة مشتركة واحدة). لقد كان شعورا مبهجا. وحيث إننا كنا في فصل الشتاء، كانت ملاعب البولو فارغة، وتخيلت أنها في الصيف لا بد أن تكون ممتلئة بالأعيان المحليين على ظهور الخيل وهم يتدافعون، ويصرخون، ويلاحقون كرة بيضاء. كانت الماشية الهزيلة ترعى في المروج غير المستخدمة التابعة للفنادق المحلية، التي كانت تستضيف السياح في المواسم الصيفية السابقة. لعبت الكريكيت مع صبي في الجبال وقال إنه يريد اللعب لمنتخب إنجلترا، رغم أن اسمه كان صدام حسين. وجلست الفتيات في فناء مدرسة يطل على الطريق الرئيسي وأخذن يضايقن الأولاد عندما كانوا يمرون أمامهن. مررت دون أن يضايقنني؛ فكل إهاناتهن كانت ستذهب سدى. وبدلا من ذلك، استدعينني للمشاركة في مسابقة غنائية، كل منا بلغته.
كنت أقيم في منزل رجل اسمه حسين، ودعاني لزيارة الكاهنة المحلية، أو الشامان كما دعاها. مشينا إلى منزلها في ممرات القرية الصغيرة. قال: «إنها تعيش بجوار سفح الجبل. مثلما يفعل كل الشامانات.» وفي منزلها - التقليدي المبني من الحجر، ونار الموقد المشتعلة تحت وعاء به خبز شبه جاهز للأكل - كانت تنحني فوق صينية كانت قد نثرت عليها مجموعة من الدبابيس. حصل حسين، وهو شخصية محلية قوية من عائلة ثرية، على مجموعة ثاقبة من التنبؤات: «سيبغضك بعض الناس في القرية ... فهم يشعرون أنك متغيب أكثر من اللازم، وأنك لا تولي مجتمعك سوى القليل من الاهتمام.» فيما يخصني، صلت بالعربية وأعلنت حسن الحظ: «ستنتهي من كتابك.» الغريب في الأمر أنني لم أكن قد أخبرت أحدا أنني كنت أكتب كتابا.
وبينما كنا نغادر ، سألت حسين كيف أصبح شخص يعيش في منزل يقع تحت الجبال العظيمة شامانا. قال إن الأمر يتعلق بقضاء بضعة أشهر في القمم العالية، حيث تعيش الوعول، لا يأكل إلا الخبز ولا يشرب إلا الشاي. وعندما تنجب الوعلة صغارها، كان على الشامان المحتمل أن يشرب من حليبها، ثم ينزل إلى الوادي لاختبار قوى التنبؤ بالمستقبل المكتشفة حديثا. ويعود هذا التقليد جزئيا إلى الاعتقاد بأن الجنيات (يطلق عليها «بري» في اللغة المحلية) تسكن الجبال العالية. ويعتقد أن قضاء وقت بين الجنيات يمنح الشخص قوى خارقة للطبيعة (وتعتبر كلمة «بري جهره»، أي تملك وجها يشبه الجنيات، مجاملة محلية). يوما ما كانت مثل هذه التقاليد والمعتقدات واسعة الانتشار في تلك المنطقة، حتى بين المسلمين، لدرجة أن أحد الكتب اقترح أن منطقة هندوكوش بأكملها، هونزا، وواخان ونورستان، وشيترال، يمكن أن يطلق عليها اسم «بريستان»، أي أرض الجنيات. أخبرني حسين أنه توجد قبيلة تسمى الكلاشا لم تعتنق الإسلام بعد، وعرض علي فرصة الذهاب إليهم لرؤيتهم. كانت الرحلة ستستغرق بضعة أيام بسيارة جيب عبر طرق جبلية غير ممهدة من هونزا إلى شيترال. لم يكن لدي وقت لتلك الرحلة وقتذاك، لكنني وعدت نفسي بأنني سأعود. •••
مرت أربع سنوات قبل أن أحاول العودة، وهذه المرة أصبح الحصول على تأشيرة باكستانية أصعب. واستدعتني المفوضية العليا للبلاد في لندن، بعد عدة أشهر من تقديم الطلب. قدمت نفسي إلى الموظف عند الشباك. قال رجل صغير مفعم بالحيوية وله لحية طويلة: «آه نعم، سيد راسل. أنت غني عن التعريف!» أخبرني أنهم كانوا يعملون عليها منذ أسابيع. ربما كان هذا هو السبب في أن الملف الخاص بي كان قد أصبح ضخما جدا. رأيته عندما طلب مني الاتصال بمسئول مهذب ولكنه ضجر في مكتب ضخم كان أنيقا في يوم من الأيام. فقد كان الملف مفتوحا على المكتب أمامه. وقال: «شخص ما في باكستان يشكك في سمعتك. ما السبب في ذلك؟»
عندما قلت إنني كنت أعمل في كابول، ومضت نظرة فهم في عينيه مدة وجيزة، وتوقف عن طرح أي أسئلة أخرى. كنت أعرف أن أفغانستان وباكستان تنظر إحداهما إلى الأخرى بقدر كبير من الشك المتبادل: من الواضح أن مجرد العيش في إحداهما كان عائقا أمام زيارة الأخرى. ومع ذلك حصلت على التأشيرة في النهاية، وبعد بضعة أسابيع كنت في مطار إسلام أباد، عاصمة باكستان الحديثة، الفوضوي إلى حد ما. لكن ما زال أمامي تحد آخر قبل أن أتمكن من الوصول إلى وجهتي. فشيترال تقع على بعد 150 ميلا شمال إسلام أباد، على الحدود الأفغانية. وهذه المنطقة محاطة بالجبال، ولا يوجد سوى طريق واحد على ارتفاع منخفض لدخولها أو الخروج منها، وهو (بسبب الحدود التي رسمها البريطانيون، كما أوضح لي السكان المحليون) يمر عبر أفغانستان وكان مغلقا حاليا. لذلك كان سيتعين علي أن أستقل طائرة للوصول إلى هناك، ومع أن شيترال كانت منتجعا سياحيا مشهورا ومشمسا في الصيف، فإن التأخير في الحصول على التأشيرة كان يعني أننا الآن في منتصف الشتاء، حيث تكون الثلوج والرياح العاتية أمرا شائعا. ما خفف من سوء الموقف أنني إن وصلت إلى وادي الكلاشا في الوقت المحدد، ربما أتمكن من حضور الاحتفال بانقلاب الشمس الشتوي، حيث يقيمون عيدا يسمى «تشوموس» مدة أسبوع.
جاهدت رحلتي الأولى بالطائرة للوصول إلى مطار شيترال، ولكن بسبب الطقس، انتهى بي المطاف بالطيران في دوائر واسعة حول الوادي التالي، مما أتاح لي الاستمتاع بإطلالة رائعة على هندوكوش. استطعت أن أفهم كيف تخيل الإسكندر الأكبر أن الجبال تشكل حافة العالم؛ فحتى من الطائرة، لم يكن ثمة شيء مرئي سوى القمم والجروف المتتالية، على مد البصر من خلال السحب الساطعة والضباب الذي كان يغطيها. وبالأسفل، وفوق شيترال، كانت السحب أكثر قتامة وكثيفة للغاية؛ حيث حاولت الطائرة بتردد الاتجاه إلى أسفل عبر الطبقات العليا من السحب، ولكنها سرعان ما استسلمت وعادت. كان الأمر سيستغرق المزيد من الأيام والرحلات للوصول إلى المطار قبل أن أتمكن من الوصول إلى الوادي الواقع تحت تلك السحب.
অজানা পৃষ্ঠা