মমলিক মন্সিয্যা ওয়ারাথাট
ورثة الممالك المنسية: ديانات آفلة في الشرق الأوسط
জনগুলি
في وقت لاحق من ذلك اليوم قابلت امرأة غيرت اسمها بسبب حلم كانت فيه تعيش في أمريكا. وبعد النظر في مسألة الحلم، قررت عائلتها أنها كانت تجسدا لفتاة درزية ذهبت لتعيش هناك وتوفيت صغيرة. كان اسم تلك الفتاة كارمن؛ لذلك تغير اسمها إلى كريمة تكريما لذاتها الميتة. إن الإيمان بتناسخ الأرواح منتشر جدا، كما أخبرني لاحقا صديق درزي، لدرجة أن الصبي الذي بدا أنه على دراية بحياة رجل مات في الوقت نفسه الذي ولد فيه الصبي يحظى بالقبول باعتباره التجسد الجديد لروح الرجل الميت، ويثق به أولاد الرجل الميت في تقسيم ميراثهم.
رفض الدروز النسخ الأغرب من تناسخ الأرواح التي تبنتها الجماعات الإسلامية السابقة (التي رأت إحداها احتمالات العدالة الشعرية التي يمكن أن يوفرها الانبعاث في جسد جديد. فقد اعتقدت هذه المجموعة أن الرجل الذي مارس الجنس مع خروف قد يولد من جديد في هيئة خروف في حياته المستقبلية.) ويؤمن العلويون بأنه يمكن للناس أن يولدوا من جديد في هيئة نباتات، على سبيل المثال، لكن الدروز يرفضون ذلك. فهم يؤمنون بأن أعضاء طائفتهم يولدون دائما من جديد داخلها. ووفقا لهذا الرأي، فإن الدروز موجودون كشعب قبل وقت طويل من ظهور الدين؛ فأجسادهم شابة وأرواحهم عمرها آلاف السنين، وقبل أن يكونوا الطائفة الدرزية الحالية، كانوا صحابة الرسول محمد وتلاميذ فيثاغورس. والدروز لديهم إجابة عن السؤال القديم حول ما يحدث للأرواح عندما لا يوجد ما يكفي من الأجساد لاستقبالها: في هذه الحالة تذهب أرواح الدروز، كما تقول الأساطير الشعبية الدرزية، إلى الصين.
وبينما كنت أتجول في شوارع المختارة في تلك الليلة، فكرت مليا في الطرق التي أسهم بها الإيمان بتناسخ الأرواح في تشكيل الطائفة الدرزية. ربما ساعدهم في البداية على استمالة المعتنقين الجدد. وتخيلت قول الدروز الأوائل للمسيحيين: «بقبولك محمدا نبيا، أنت لا ترفض يسوع؛ لأن محمدا هو يسوع بعدما ولد من جديد.» وفي حالة الوثني الذي كان يبجل فلاسفة الإغريق، يمكن أن يجادلوا بأن الزعيم الدرزي حمزة بن علي كان فيثاغورس بعدما عاد إلى الحياة مجددا. في القرون اللاحقة، تعززت سمة الشجاعة التي يشتهر بها الدروز في القتال بالإيمان بأن الموت سيؤدي بسرعة إلى ميلاد جديد.
وعند خوض غمار المعارك، كان الجنود الدروز يصيحون: «من يريد أن ينام في بطن أمه الليلة؟» ويمنح هذا الإيمان أيضا الدروز شعورا عميقا بالولاء الجماعي. وهم يعتبرون أنفسهم قد أقسموا على عهد رب الزمان، وهو تعهد بالولاء للخليفة الحاكم. ولم يقدموا هذا التعهد في هذه الحياة بالطبع، ولكن في القرن الحادي عشر؛ في تجسد سابق، عندما كانوا الأشخاص الذين شكلوا الطائفة الدرزية الأولى.
وأخيرا، يدعم الإيمان قواعدهم الصارمة الرافضة لقبول معتنقين جدد أو للزواج من خارج الديانة. فأحد المتطلبات القليلة على الدرزي أو الدرزية العاديين أن يتزوجا أشخاصا من داخل عقيدتهم. ونظرا إلى تمتعهم بحياة أبدية من خلال ولادتهم من جديد داخل الطائفة، فإن إنجاب أطفال من شخص غريب - لا يعد درزيا - يؤثر على هؤلاء الأطفال ليس فقط في هذه الحياة، ولكن في حيواتهم المستقبلية أيضا. وفي هذا الخصوص، يمكن لذلك الأمر أن يكون له بعض العواقب الوخيمة في هذا العالم. في يوليو 2013، تزوج رجل من درزية، وقال لعائلتها إنه درزي من قرية أخرى. عندما اكتشفوا أنه مسلم سني، تعقبوه وأخصوه. وأدان وليد جنبلاط الحادث. كانت الطائفة أكثر تسامحا عندما خطبت أمل علم الدين، المنحدرة من عائلة درزية شهيرة، في عام 2014 إلى الممثل الأمريكي جورج كلوني. ومع ذلك، لم تكن جدة أمل راضية عندما أجرت إحدى الصحف المحلية مقابلة معها. ونقل عنها قولها: «ماذا جرى؟ ألم يعد يوجد شباب درزي؟» •••
جبل الشوف هو معقل الدروز في لبنان، لكنهم يسكنون أيضا جبلا بأقصى الجنوب، بالقرب من الحدود مع إسرائيل. ويوجد على هذا الجبل ضريح يسمى حاصبيا، وفي اليوم التالي لمأدبة الغداء مع العقال أتيحت لي فرصة زيارته مع السفيرة البريطانية وربيعة، وهو الرجل ذاته الذي طرح السؤال الصفيق حول تناسخ الأرواح عندما التقينا شيخ العقل في بيروت. كانت رحلة طويلة؛ حيث صعدنا إلى قمة الجبل، ثم نزلنا نزولا حادا إلى واد أسفل الجرف حيث يفترض أن فخر الدين قفز بحصانه، ومررنا بقرية مسيحية محاطة بكروم العنب، ثم بقرية شيعية مزينة بملصقات حزب الله.
عندما وصلنا إلى حاصبيا رأيت أنها كانت بلدة ذات أبنية حجرية قديمة. وكان أحد هذه الأبنية قلعة مدمرة، لا يزال تسكن أحد أركانها الحجرية المتداعية عائلة كانت موجودة هناك منذ الحروب الصليبية. وكانوا قد خففوا من قسوة الفناء الحجري الرمادي بالزهور. ويوجد ركن آخر، أقل ملاءمة للسكنى، كان مملوكا لفرع منفصل من العائلة ذاتها، وكان يستخدم لعقد التجمعات السياسية. وفي الجزء الداخلي لمدخل حجري بسقف طويل مقوس، علقت صورة كبيرة لمنافس جنبلاط، طلال أرسلان، ووضعت كراسي بلاستيكية لإقامة حفل استقبال مرتجل على شرف السفيرة.
وبمجرد انتهاء حفل الاستقبال ذهبنا لزيارة ضريح قريب على قمة تل يسمى البياضة. لقد كان «خلوة»، أو مكانا يستطيع فيه الدرزي أن يعزل نفسه عن العالم ويصلي؛ صومعة، بالمعنى الغربي. وكان في مركزه غرفة للصلاة (بسيطة وغير مزخرفة، كما كان بوسعي أن أرى من خلال النافذة؛ حيث كان محظورا دخول الغرفة ذاتها). وكان معظم المباني المحيطة به يؤدي دور أماكن معيشة لجماعة من شيوخ الدروز يشبهون الرهبان. كان خمسة من هؤلاء، أحدهم يرتدي صندلا، قد أعدوا لنا وجبة من حبوب الصنوبر والعسل. وجلسوا وأجابوا عن أسئلتنا بصبر. وكان الرجل الذي يرتدي الصندل يعيش هناك منذ أربعين عاما. وكما هو الحال مع شيوخ الدروز الآخرين، كان من عادتهم تناول الطعام الذي يعدونه لأنفسهم فقط. وأوضح واحد منهم، قائلا: «تأسس هذا المكان منذ 350 عاما على يد رجل روحاني جدا. وأصبح رجلا مقدسا جدا وقرر بناء خلوة هنا. كانت بالأسفل، ثم نقلت إلى قمة التل. لم يكن يهدف إلى أي مكسب دنيوي؛ لذلك أصبح مشهورا. ثم جاء الناس وبنوا خلوات خاصة.»
بنى الدروز أيضا في مرحلة ما بجانب الضريح شيئا مثيرا للفضول؛ دائرة من الحجر، محاطة بحافة حجرية منخفضة. يبدو أن لها بعض الأهمية الدينية التي لم يبينها مضيفونا؛ لأنني اضطررت إلى خلع حذائي قبل أن أخطو عليها. ووضع حجر ذو لون أغمق، صغير ومستدير، في مركزها: كان الشكل ككل، عند رؤيته من الأعلى، عبارة عن نقطة في مركز دائرة. كان رمز النقطة في مركز الدائرة علامة مقدسة لفيثاغورس، تمثل «الواحد» في قلب الكون، «النقطة الثابتة في العالم المتحرك». وبالوقوف على النقطة والتحدث، كان بإمكاني أن أسمع صدى صوتي بوضوح خارج الحافة الدائرية. ربما كان هذا الصوت سيروق لفيثاغورس هو الآخر. فقد كان أول من حدد الجواب الموسيقي، حيث اكتشف أن التناغمات المبهجة تعمل وفقا لصيغ رياضية (خفض طول قضيب معدني إلى النصف يعني أن النغمة التي سيصدرها عند النقر عليه ستكون ضعف التردد). وكان يؤمن بأن الكواكب تصدر موسيقى أثناء دورانها في السماء، وأن الشخص الذي يركز وقتا كافيا ويدرك ما الذي يجب أن يستمع إليه؛ يمكنه سماع «موسيقى الأجرام السماوية». خطرت هذه الفكرة لأحد الشيوخ الذين كنت قد قابلتهم. سماها بالعربية «حنين الأفلاك». وعلى الرغم من أنني درست الفلسفة الإغريقية سنوات في الجامعات الغربية، كانت هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها عن هذا الأمر.
كان الوصي على الضريح، الذي قابلناه في منزله في البلدة وليس في الضريح ذاته، رجلا مسنا ذا لحية طويلة وروح دعابة شقية. أرشدنا إلى غرفة معيشته، حيث كانت توجد مائدة عامرة بأطباق ضخمة من الطعام على شرفنا. وأجرى مع السفيرة محادثة مازحة إلى حد ما حول وضع المرأة فيما يتعلق بانضمامهن للعمل مع رجال الدين الدرزي؛ إذ أوضح أن بإمكانهن أن يصبحن شيخات، لكن بسلطة محدودة، قبل أن يقلب الطاولة على السفيرة بسؤالها عن الكيفية التي انتهت بها الإمبراطورية البريطانية. وسأل: «هل غابت عنها الشمس؟» (عبارة «الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس» عبارة شائعة في الشرق الأوسط؛ لسبب ما. لدرجة أنني لا يمكنني أن أحصي عدد المرات التي اقتبست فيها تلك العبارة وقيلت لي؛ من كثرتها.)
অজানা পৃষ্ঠা