فقال له مسلم بن عمرو [الباهلي]: أتراها ما أبردها! لا والله لا تذوق منها قطرة أبدا حتى تذوق الحميم في نار جهنم!
قال له ابن عقيل: ويحك من أنت؟
قال: أنا (ابن) (1) من عرف الحق إذ أنكرته! ونصح لإمامه إذ غششته! وسمع وأطاع إذ عصيته وخالفت! أنا مسلم بن عمرو الباهلي!
فقال ابن عقيل: لامك الثكل! ما أجفاك وما أفظك، وأقسى قلبك أغلظك! أنت- يا ابن باهلة- أولى بالحميم والخلود في نار جهنم مني!
ثم جلس متساندا إلى الحائط.
[ف] بعث عمرو بن حريث [المخزومي] غلاما له يدعى سليمان فجاءه بماء في قلة (2) عليها منديل ومعه قدح، فصب فيه ماء ثم سقاه، فأخذ كلما شرب امتلأ القدح دما، فلما ملأ القدح المرة الثالثة ذهب ليشرب فسقطت ثناياه فيه، فقال: الحمد لله! لو كان لي من الرزق المقسوم شربته (3)
পৃষ্ঠা ১৩৭