ثم قال : أصبح المهلب يرجو منا ما كنا نطمع فيه منه. فارتحل قطري وبلغ ذلك المهلب. فقال لهريم بن عدي بن ابي طحمة المجاشعي اني لا آمن أن يكون قطري كاذبا بترك موضعه. فاذهب فتعرف الخبر فمضى هريم في اثني عشر فارسا فلم ير في العسكر الا عبدا وعلجا فسألهما عن قطري وأصحابه فقالا مضوا يرتادون غير هذا المنزل. فرجع هريم الى المهلب فأخبره فارتحل المهلب حتى نزل خندق قطري فجعل يقاتلهم أحيانا بالغداة وأحيانا بالعشي قال : ولما كان العشي خرج الأزارقة وقد حملوا حرمهم وأموالهم وخف متاعهم لينتقلوا فقال المهلب لأصحابه الزموا مصافكم واشرعوا رماحكم ودعوهم والذهاب ، فقال له عبيد هذا لعمري أيسر عليك فقال للناس ردوهم عن وجهتهم وقال لبنيه تفرقوا في الناس ، وقال لعبيد بن ابي ربيعة كن مع يزيد فخذه بالمحاربة أشد الأخذ ، وقال لأحد الامينين كن مع المغيرة ولا ترخص له في الفتور. فاقتتلوا قتالا شديدا حتى عقرت الدواب. وصرع الفرسان وقتلت الرجال فجعلت الخوارج تقاتل على القدح يؤخذ منها والسوط والعلق الخسيس أشد قتال. وسقط رمح لرجل من مراد من الخوارج فقاتلوا عليه حتى كثر الجراح والقتل وذلك مع المغرب والمرادي يقول :
الليل ليل فيه ويل ويل
وسال بالقوم الشراة السيل
ان جاز للأعداء فينا قول
পৃষ্ঠা ১৩৩