صاح المحصل بمجرد أن رأى وجهه: «مرحبا يا جون، أهذا أنت؟ يا إلهي، لم تكن بحاجة إلى تذكرة لتسافر معي يا رجل.»
قال ساجرت بنبرة حزينة: «لقد أعطوني إياها لتوصلني إلى المنزل، وربما لا تفيدني تلك التذكرة. ولكنني لا أريد أن أسبب لك المشاكل.»
قال المحصل وهو يضع مصباحه على الأرض ويجلس بجوار السائق: «أوه، كنت لأخاطر بوضع نفسي في المشاكل إن آلت الأمور إلى ذلك. لقد سمعت بما حدث لك اليوم. الأمر في غاية السوء. إن ثمل رجل أثناء تأدية عمله - كما نعرف أنا وأنت أن هناك من يفعلون ذلك - فلم يكن الأمر ليبدو بهذا السوء، أما ما حدث بأسوأ أبعاده فكان سوء تقدير وفهم ليس إلا، كما أنه لم يحدث شيء حقا. والقاطرة رقم ستة وثمانين العتيقة تستطيع عادة تحمل الكثير والخروج بنفسها من الخطر. أعتقد بأنك مررت بها بمواقف أسوأ من ذلك، ولم يتحدث أحد ولو بكلمة عن الأمر.»
قال جون: «أجل، لقد مررنا بالكثير من المواقف السيئة معا، لكن لن يكون هناك المزيد من ذلك. الأمر صعب كما تقول. لقد عملت لدى الشركة على مدى خمسة عشر عاما، وعملت سبع سنين على القاطرة رقم ستة وثمانين العتيقة، والأمر في بدايته جلل. لكن أعتقد أنني سأعتاده.»
قال المحصل وهو يخفض صوته ليأتمنه على ما سيقول: «اسمع يا جون. إن رئيس السكة الحديد يسافر معنا الليلة؛ وعربته الخاصة هي العربة قبل الأخيرة على متن القطار. ما رأيك أن تتحدث إليه؟ إذا كنت تخشى أن تفاتحه بالحديث، فسأحدثه بشأنك وسأخبره بجانبك أنت من القصة.»
هز جون ساجرت رأسه.
وقال: «لن يجدي الأمر نفعا. لن يلغي ما فعله أحد مرءوسيه، ما لم يكن هناك ظلم بين في الأمر. إنه المدير الجديد كما تعلم. ودائما ما تأتي المتاعب مع قدوم مدير جديد. إنه يجري تغييرات جذرية. وأعتقد أنه يظن أنه سيخيف بقية السائقين بطرده واحدا من أقدم السائقين على الخط.»
قال المحصل: «حسنا، نحن لا نكن له الكثير من التقدير فيما بيننا. أتعلم ماذا فعل الليلة؟ لقد عين سائقا جديدا على القاطرة رقم ستة وثمانين. إنه سائق من أحد الخطوط الفرعية ولا يعرف الطريق. أشك بأنه قد قاد قطارا على السكة الرئيسية من قبل. والآن، أنا قلق بما يكفي على أي حال بشأن هذا القطار السريع وهذه الرحلة، فمؤشر الحرارة عند صفر درجة مئوية، والسكة زلقة كالزجاج، وأود أن يكون هناك سائق يمكنني الاعتماد عليه.»
قال جون وهو متجهم الوجه: «من السيئ بما يكفي أن يكون السائق جاهلا بالطريق، لكن الأسوأ من ذلك أن يكون جاهلا بالقاطرة رقم ستة وثمانين العتيقة. ستتحول القاطرة إلى وحش كاسر لو عرفت بذلك.»
قال المحصل: «لا أعتقد أن هناك قاطرة غيرها يمكنها أن تجر هذا القطار وتصل إلى وجهتها في الموعد المحدد.»
অজানা পৃষ্ঠা