মসিহের অপর মুখ: ইহুদি ধর্মের প্রতি যিশুর মনোভাব - একটি গনোস্টিসিজম পরিচিতি
الوجه الآخر للمسيح: موقف يسوع من اليهودية – مقدمة في الغنوصية
জনগুলি
وفي قول آخر له من النص نفسه نقرأ: «إذا لم تصوموا عن العالم لن تجدوا الملكوت، إن لم تقيموا من السبت سبتا حقيقيا لن تروا الأب.»
26
وفي سدى الطقوس والعبادات الشكلانية قال أيضا: «إذا صمتم جلبتم الخطيئة على أنفسكم، وإذا صليتم أدنتم أنفسكم، وإذا تصدقتم آذيتم أرواحكم.»
27
في هذه الأقوال وأشباهها لا يدعو يسوع إلى نبذ الصلاة والصوم والصدقة، وإنما إلى إقامة الصلاة القلبية الحقيقية وإيتاء الصدقة النابعة من الإحساس بالخير الداخلي، والصوم عن العالم لا عن الطعام والشراب لبضع ساعات معلومات.
الفصل السادس
الانتفاضة الأخيرة للغنوصية البوجوميل والكاثار
بينما كانت الغنوصية المسيحية تدافع عن وجودها في أصقاع الإمبراطورية الرومانية، شرقا وغربا، خلال النصف الثاني من القرن الثالث، كانت الغنوصية المانوية، التي أسسها المعلم ماني المولود في بابل (216-275م)، تنتشر مثل الإعصار، فقد انتشرت في فارس والعراق وسورية خلال حياة ماني، وبعد وفاة ماني انتقلت من سورية إلى مصر، حيث تشكلت جماعات مانوية قوية التأثير في الحياة العامة والسياسية، كما دانت إمارة الحيرة العربية بالمانوية عندما اعتنق ملكها عمر بن عدي ديانة ماني، وصار من أشد المدافعين عنها خلال فترة حكمه التي امتدت من 270 إلى 300 ميلادية، ومن الحيرة خرجت بعثات تبشيرية مانوية إلى جزيرة العرب على ما يروي الجغرافي العربي ابن رستة، فوصلت إلى مكة واستمالت فريقا من أهلها، بينما يروي المؤرخ ابن قتيبة أن القرشيين قد جلبوا هذه البدعة من بلاد الشام، ومن مصر انتشرت المانوية إلى شمال إفريقيا وإلى إسبانيا، كما عبرت سورية إلى آسيا الصغرى واليونان وإيطاليا وأوروبا الوسطى، وباتجاه الشرق انتشرت المانوية خلال حياة ماني إلى المناطق الهندية القريبة من إيران، وصارت ديانة رسمية لمملكة طورفان. وبعد وفاة ماني صارت مدينتا سمرقند وطقشند في إقليم الصغد مركزا للدعوة المانوية، ومنهما انتقل المبشرون على طول طريق الحرير نحو أعماق الشرق حتى طرقوا باب الإمبراطور الصيني وشرحوا له معتقدهم، ونحو عام 760م صارت المانوية الديانة الرسمية لمملكة أويغور الصينية الحدودية، التي كانت تسيطر على أجزاء كبيرة من مناطق آسيا الوسطى.
لم تكن المانوية فرعا من الغنوصية المسيحية على الرغم من أنها الابن الشرعي لها، بل كانت ديانة توفيقية حاولت الجمع بين الديانات الكبرى السائدة في ذلك الوقت من خلال منظور غنوصي، وقد اعتبرها بعض مؤرخي الأديان بمثابة الدين العالمي الرابع بعد المسيحية والإسلام والبوذية، تتفق الغنوصية المانوية مع الغنوصية المسيحية في نقطتين رئيسيتين، هما أن العالم شر ومحكوم من قبل القوى الشريرة، وأن العرفان لا الإيمان هو الذي يقود إلى خلاص الروح، التي هي قبس من النور الأعلى حبيس في المادة. ولكن المانوية تفتقد إلى عنصر المخلص ذي الطبيعة الإلهية، الذي يتجلى بشرا في عالم الإنسان ليقدم له الخلاص، وهي لا تعتمد أيا من الأناجيل المسيحية الرسمية منها أو الغنوصية، وإنما تعتمد ما خطه ماني بيده من كتب مقدسة.
1
অজানা পৃষ্ঠা