11

ওয়াহিদ মিন্না

واحد منا

জনগুলি

كان يقترب وقت رجوع كلود إلى الكلية الدينية المتشددة، الواقعة على أطراف عاصمة الولاية التي قضى فيها شتاءين موحشين وغير مثمرين.

لما سنحت له الفرصة أن يتحدث مع والدته بمفردهما في صباح أحد الأيام، قال: «أمي، ليتك تسمحين لي بترك كلية تمبل والانتقال إلى جامعة الولاية.»

انتقلت ببصرها إليه من كتلة العجين التي كانت عاكفة على عجنها. «ولكن لماذا يا كلود؟» «حسنا، أحد الأسباب أن بإمكاني تعلم المزيد. كما أن الأساتذة في تمبل ليسوا جيدين. ومعظمهم واعظون لا يكفيهم الوعظ بصفته مصدر دخل لهم.»

ارتسمت ملامح الألم التي دائما ما كانت تجعل كلود يلين على وجه والدته على الفور. «يا ولدي، لا تقل هذا الكلام. لا أصدق سوى أن اهتمام المعلمين بطلابهم يزيد عندما ينشغلون بتلبية احتياجاتهم الروحية والعقلية على حد سواء. يقول القس ويلدون إن العديد من الأساتذة في جامعة الولاية ليسوا مسيحيين، حتى إنهم يتباهون بذلك في بعض الأحيان.» «أوه، أظن أن معظمهم أناس جيدون دون شك؛ على أي حال، إنهم متمكنون من مادتهم العلمية. هؤلاء الواعظون الصغار الحمقى من أمثال ويلدون يتسببون في كثير من الأذى؛ إذ لا يفعلون شيئا سوى التجول في البلاد والحديث. إن مهمته جذب الطلاب إلى كليته. وإذا لم يأت بهم، فسيخسر وظيفته. ليته لم يصل إلي قط. ومعظم الطلاب المطرودين من جامعة الولاية يأتون إلينا، تماما كما فعل.» «ولكن من أين يمكن أن تأتي الدراسة الجادة إن كانوا يخصصون وقتا كبيرا من أجل الألعاب الرياضية والملهيات؟ إنهم يدفعون لمدرب كرة القدم لديهم راتبا أعلى من رئيس الجامعة. كما أن مساكن الطلبة تلك أماكن يتعلم فيها الفتيان كل أنواع الشرور. لقد سمعت عن بعض الأشياء المريعة التي تحدث داخلها في بعض الأحيان. وبجانب هذا كله، إنها تتكلف أموالا أكثر، ولا يمكنك العيش بقليل من المال كما هو الحال في منزل آل تشابين.»

لم يرد كلود بشيء. وقف أمامها عابسا، وأخذ يفرك بقعة خشنة في راحة يده. نظرت إليه السيدة ويلر بحزن. وقالت: «أنا متأكدة من أنك ستستطيع الدراسة على نحو أفضل إذا كانت البيئة المحيطة بك هادئة وجادة.»

تنهد وابتعد عنها. لو كانت والدته مداهنة ولو بقدر أقل من القس ويلدون، لاستطاع إخبارها بحقائق عديدة توضح لها الأمور. ولكنها كانت تركن إلى حسن الظن والبساطة، وكانت مستقيمة بشدة بطبيعتها، ولا تعلم شيئا عن الحياة كما علمها هو؛ ولذا كان لا فائدة من النقاش معها. كان بإمكانه أن يصدمها ويجعلها تخشى العالم حتى أكثر مما كانت تخشاه الآن، ولكنه لم يستطع أن يفهمها ذلك قط.

كانت والدته غير مسايرة للعصر. كانت تظن أن الرقص ولعب الأوراق من المسليات الخطيرة - إذ لم يقم بتلك الأشياء سوى الأشقياء وهي فتاة في فيرمونت - وأن «أهل الدنيا» ما هو إلا مرادف للأشرار. ووفقا لمفهومها عن التعليم، يجب على المرء أن يتعلم، لا أن يفكر؛ وفوق كل هذا، ما ينبغي للمرء أن يسأل. تاريخ البشرية لا يخفى على أحد - حيث إنه السبب في وجودهم - ومصيرها كذلك لا يخفى على أحد؛ لأنه محتوم أمامهم. كما يجب ألا يحيد العقل عن المفهوم اللاهوتي للتاريخ.

نات ويلر لم يكن يشغله أي مؤسسة تعليمية يتعلم فيها ولده، ولكنه - هو الآخر - كان يسلم بأن الكلية الدينية أرخص من جامعة الولاية، ويسلم بأنه نظرا إلى أن الطلاب هناك يبدون أقل هنداما، فإنه يقل احتمال أن يعرفوا الكثير وأن يمارسوا ذكاءهم بطريقة بغيضة في المنزل. وعلى الرغم من ذلك، أخبر بايليس عن تلك المسألة لما كان في المدينة في أحد الأيام. «يريد كلود أن ينتقل إلى جامعة الولاية هذا الشتاء.»

وعلى الفور، أظهر بايليس على وجهه ذلك التعبير الحكيم الذي يبدو منه أنه مستعد للأسوأ، الذي جعله يبدو حصيفا ومتمرسا منذ طفولته. «لا أرى أي فائدة من التغيير ما لم تكن لديه أسباب وجيهة.» «حسنا، يعتقد أن مجموعة القساوسة الموجودة في تمبل لا يعدون أساتذة مميزين.» «أعتقد أن بإمكانهم مع ذلك تعليم كلود الكثير. وإذا التحق بفريق كرة القدم الفاجر هذا في جامعة الولاية، فلن يستطيع أحد السيطرة عليه.» كان يمقت بايليس كرة القدم الأمريكية لسبب أو لآخر. «وهذا النشاط الرياضي عمل مضر بشدة. وإذا أراد كلود التدريب فيمكنه زراعة القمح في فصل الخريف.»

في تلك الليلة، فتح السيد ويلر الموضوع على العشاء وسأل كلود، وحاول أن يعرف سبب سخطه. كان أسلوبه مازحا كالعادة، ولكن كلود كان يكره أي مناقشة لأموره الشخصية على الملأ. خشي فكاهة والده عندما كانت تقترب بشدة منه.

অজানা পৃষ্ঠা