ওয়াহিদ ফি সুলুক

ইবনে নুহ কুসি d. 704 AH
78

ওয়াহিদ ফি সুলুক

জনগুলি

============================================================

0 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وفي ذلك اعتبار لك وفتح باب الفهم عنه بنوع من ضرب المثال، فإنك إذا

اخترت لك شيئا من الأشياء دون غيره، أو عبذا من عبيدك دون سائرهم، وأردته وحصصته لذاتك واصطنعته لنفسك فقد ظهر حثك له، فكيف إذا صنعت صنعة وحسنتها وجعلتها في آحسن صورة وآكمل خلقة وهيئة وجعلتها على أحسن ما توصف من محسوس، كالصنائع المحسوسة أو صورة معنوية كالمعاني اللطيفة المبتكرة والأشعار الرقيقة المحكمة، وجعلت ذلك لنفسك ولم تسمح به لغيرك، فكيف ترى اعتبار بها ومحبتك لها؟.

فكذلك ما هو ملكك ولم تكن صنعته، كفرسك إذا اخترقا لنفسك بعد كمال صفاها وحسن هيئتها كيف ترى عجبك بها؟ وكذلك زوجتك آو جاريتك التي آحببتها، وشغفت ها كيف تصطنعها لنفسك وتختارها لذاتك؟ وليس هذا وإن كان ضربا للمثال، فالله تعالى لا يوصف بما وصفت نفسك ولا يعرف بما عرفت به معناك وحسك، فإن رحمة الله ليست كرحمتك إذ رحمتك لغيرك رفعا للرقة المؤلمة لقلبك حين رحمته وشفقت عليه فما رحمت إلا نفسك، ورحمة الله تعالى ليست كذلك وهكذا في جميع الأوصاف، تعالى الله عن ذلك فإن رحمته لا عن رقة ولا ألم، بل رحمته قائمة بذاته، وصفة من أوصافه يرحم ها كل شيء ولا يبالي كما ورد: "دهؤلاء في الجنة ولا أبالي وهولاء في النار ولا أبالي(1لم،.

وكذلك غضبه، يهلك به كل شيء ولا يبالي فالذرة من رحمة الله تعالى- على ضرب المثال إذ لا يوصف بالجزء والبعض والكل، وإنما ذلك للتفهيم - إذا نزلت ذرة من رحمة الله وسعت كل شيء خلقه وفي حديث أم الفرخ: دالله تعالى أرحم بعباده من أم الفرخ بأفراخها (2ل، فهذا نوع من المحبة على زعم من اعتقد أن محبة الله تعالى

لعبد يرحو رحمته، وكذلك الإحسان لأن المحب يحسن إلى من أحبه، وكذلك الفضل والعطاء منه ((قل يا عبادي الذين أشرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رخمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر: 53].

(1) رواه وأحمد في مسنده (186/4)، واين حبان (50/2).

(2) رواه أبو داود في سننه (182/3).

পৃষ্ঠা ৭৮