ওয়াহিদ ফি সুলুক

ইবনে নুহ কুসি d. 704 AH
60

ওয়াহিদ ফি সুলুক

জনগুলি

============================================================

الوحيد في سلوك أهل التوحيد سدوس قدس الله تعالى روحه له عيال كثير وزوجات، وكان مع ذلك من القلة والفقر على حالة عظيمة، ولا يشغله ذلك عن ذكر الله تعالى وكان مستدعم الاشتغال وله من الأحوال الجليلة التي ذكرها لي كثير، نذكرها إن شاء الله في موضعها، وكان عبد الرازق القارئ مع كثرة العيال وعدم المكسب لا يشغله ذلك.

وكان الكمال عبد الغفار قدس الله تعالى روحه- مدة عرفناه كان على هيئة العدول من الثياب واللباس كالعمامة بالعدية والأكمام الكبار، وكان قوته نصف رغيف، وتارة خمسة فلوس وتارة ثلاثة فلوس، وكان له دكان موقوفة أجرها عليه كذلك.

وكان إن احتاج إلى ثوب في كل سنة يكون أوان الأجرة و ما تكفيه لسترته، وبقي على ذلك إلى أن مات رحمه الله تعالى، وكان إذا قدمنا له شيئا يأكله يعجز عن أكله، وربما مرض، وأخبريي الشيخ عبد العزيز بن عبد الغني المنوفى رحمه الله تعالى عن فقير قال: رأيت إنسانا جالسا على دكان بزاز، وعليه ثياب مثمنة ومغفار، فوقع في نفسي آنه من الأولياء، فسكث حتى قام، فجئت للبزاز فقلت له يا أخي، هذا الرجل من أين؟

فقال: ما أعلم إلا أنه يقول: إنني كنت جنديا وما صلحت لخدمة الملك، فقام فمشيت خلفه إلى أن نزل دجلة ونزل الماء بعد أن خلع ثيابه وفي وسطه بلين صوف، فجعل يصطاد به الأوراق التي يرميها البقالون حين يغسلون البقل، فحصيل منها شيئا جعله من داخل تيابه، ومشى، وتبعته من حيث لا يعلم، حتى دخل إلى خربة فأخرج تلك الأوراق البقل وكفا من ملح فوضعها، وحعل يأكل إلى أن فرغ فقال: الحمد لله، ثم خرج فجئت إليه وقلت له: ياسيدي، سألتك بالله إلا ما جئت معي إلى منزلي، وتقلت عليه فمشى معي، وأجلسته ورحت أتيت بفوطة مملوءة من الشي والحلوى والمأكول الطيب، فقلت: يا سيدي، سألتك بالله تعالى إلا ما أكلت من هذا فهو حلال، فقال لي: ما لي هذا عادة. فألححت عليه وكنت قدمت إليه ثلاثمائة دينار أو قال مالا - فأبى أن يأخذه وقال: ما لي به من حاجة.

قال: فأكل لما أكثرت الإقسام عليه فأصبح مريضا فقلت له يا سيدي، ما بالك؟ ألا أتيتك بطبيب؟ فقال: يا أخي، لي اليوم خمسون سنة على هذه الحالة التي

পৃষ্ঠা ৬০