ওয়াহাত উমর: স্বাতন্ত্র্যপূর্ণ জীবনী: প্রথম অংশ
واحات العمر: سيرة ذاتية: الجزء الأول
জনগুলি
ولذلك فما إن عدت إلى القصيدة حتى أدركت سببا آخر لفشلها! إن بها الكثير من هذه النماذج الفطرية، ولكنها لا تقابل أبدا أي عناصر واقعية ملموسة من عالم الخبرة أو التجربة «العارضة»؛ ولذلك فهي تنتمي إلى المستوى الجمعي فقط، ولا تتوافر لها العناصر الفردية التي تبلور خصوصية التجربة ودلالاتها الخاصة! ونظرت إلى الصور المقابلة في شعر الفحول، فتأكد لي ضعف آلتي! هذا المتنبي يتحدث عن الزمان فيطور الفكرة من الداخل في أبياته المشهورة «صحب الناس قبلنا ذا الزمانا»، فعينه دائما على الفكرة الأساسية التي تتحول لديه إلى إحساس؛ ومن ثم تتفق صورة الزمان باعتباره رحلة (نموذج فطري)، وصورة مرارة العيش التي يحسها هو (الصور العارضة) والمقابلة بين صور الرحلة باعتبارها القوة المحركة تتضمن صورة الراحل باعتبارها مشاركا في صنع هذه القوة، ولا عجب في أن تنتهي القصيدة ببيت يقابل بين لحظتين في الزمان؛ «ما لم يكن» و«إذا هو كان».
كل ما لم يكن من الصعب في الأن
فس سهل فيها إذا هو كانا
فاللحظة الأولى هي لحظة الترقب (الصعب) واللحظة الثانية هي لحظة التحقق (السهل)! ولا يتحول الصعب إلى سهل إلا عندما تتحول الرحلة (القوة المحركة) إلى نموذج فطري للحركة، يبتلع «عوارض» الزمن - والزمان!
كنت وما زلت أحفظ تلك «القطعة» (عشرة أبيات) من بحر الخفيف، وأتأملها في دراستي لشعر الأجانب، فيتأكد لي ضعف حيلتي وقصور موهبتي، ويتأكد لي أيضا ما في تراثنا ولغتنا من در وجوهر! إن «وحدة البيت» لم تمنع المتنبي من إخراج وحدة تامة للقطعة، وما قاله مدرس اللغة العربية (محمود الميقاتي رحمه الله) من أن معنى البيت الأخير مأخوذ (أي مسروق) من قول البحتري:
لعمرك ما المكروه إلا ارتقابه
وأبرح مما حل ما يتوقع
لا يصمد للتحليل وفق المناهج الحديثة؛ فالمتنبي ينتهي إلى الخاتمة في إطار صورة الزمان نفسها بعد أن يقابل بين النموذج الفطري والصور العارضة، وهذا ما لم يفعله البحتري الذي يقدم المعنى في عبارتين تقريريتين مترادفتين؛ كالحكم العامة غير المطورة من الداخل!
ولم يكن هجري للشعر العمودي قرارا سهلا، أو حتى قرارا إراديا؛ فما كنت قادرا على محاكاة الفحول، وما كنت قادرا على التجديد، ومن ثم قررت التفرغ للتخصص ودراسة الماجستير في الأدب الإنجليزي.
وكانت السنة التمهيدية للماجستير، السابقة للتسجيل للدرجة، تقتضي دراسة ثلاث مواد؛ هي: الشعر، والنقد، ومناهج البحث، وكان يدرسها أمين روفائيل، ورشاد رشدي، ومجدي وهبة على الترتيب. فأما الشعر فكان «الشعر الرومانسي» وكان علينا أن نجيب أولا على السؤال التالي: لماذا كتب وردزورث وكولريدج ديوان «المواويل الغنائية» أو «البالادات» الغنائية، و«البالاد» هو الموال الغربي - وقد فصلت القول فيه في كتاب أصدرته بعد ربع قرن؛ أي عام 1984م بعنوان «الأدب وفنونه» (الثقافة الجماهيرية، مكتبة الشاب)، ولماذا هي «بالادات»؟ ولماذا هي غنائية؟ ولما كانت الطبعة الأولى من هذا الديوان (1789م) غير متوافرة، فقد اعتمدت على الطبعتين الثانية (1800م) والثالثة (1802م) وما بهما من زيادات ومقدمات، وأعددت دراسة رضي عنها الدكتور روفائيل ثم كلفني ببحث رئيسي في وردزورث. وقد قدر لي أن أنشر هذه الطبعة النادرة (1789م) في القاهرة عام 1986م مع مقدمة ضافية بالإنجليزية .
অজানা পৃষ্ঠা