ওয়াহাত উমর: স্বাতন্ত্র্যপূর্ণ জীবনী: প্রথম অংশ
واحات العمر: سيرة ذاتية: الجزء الأول
জনগুলি
ومن ثم تبدأ الأحلام:
لم لا نصاعد مثل فراشات النور إلى شط الجنة؟
لم لا نقطف زهرات الحسن ونشهد إشراق الفتنة.
وتصل القصيدة إلى ذروتها حين يتلاشى الحلم، ويفيق الحالم إلى واقع حياته ، ويعود وحيدا مهموما، فكأنما كان يشبه «عريبة القصب» وهو ينشد:
سيجارتي قيثارتي! من مزق الأوتار يا صغيرتي؟
من بدد السلوان يا أنيستي؟
برد الشتا أم ظلمة الأيام أم ليلي البهيم؟
وعندما قرأ الدكتور شكري عياد هذه الأبيات ركز على التجديد في تغيير القافية والبحر، ولامني على ما شعر بأنه الميل إلى التعبير المباشر أحيانا، ولكنه شجعني وقال أنا أحيي جرأتك! ومن ثم اطمأن قلبي إلى أن التحويرات في بحر المتدارك لم تكن موقع تقريعه، وقمت بإلقاء القصيدة في إحدى ندوات الشعر، فحظيت بترحيب «الجمهور»، ولكن رشاد رشدي كان مقطب الوجه، فسألته ما الخبر؟ فقال: لا .. «الأولانية أحسن ..» فسألت في ذعر: «ودي؟» فقال: «دي غراميات رخيصة!» فأصبت بخيبة أمل كبيرة وحفظتها مع أخواتها في درج المكتب!
وفي اليوم التالي جاءني وحيد النقاش (رحمه الله) وقال لي أن أصحبه إلى البوفيه حيث يجلس مع أصدقائه، ولبيت على الفور إذ ذكرت عددا من زهور الكلية اللائي كن يجتمعن في ذلك المجلس، وعندما ذهبنا وجدنا سمير سرحان منهمكا في قراءة شيء ما، ومعه فتاة تلبس نظارة طبية، سمراء وجعداء الشعر، وأخرى ذات عينين خضراوين، وثالثة بيضاء فارعة ذات شعر ذهبي، وقدمني «وحيد»، وسرعان ما انهمكنا في أحاديث الأدب و«الجو الأدبي»، وذهلت لمدى إحاطة سمير سرحان بما يدور في هذا «الجو» الذي كانت العواصف تهب عليه من الشرق والغرب، كان يعرف كل ما يجري وكل ما يكتب وكل ما كتب، وإن كان ما يزال في السنة الثانية! وكانت الفتاة السمراء تنظر إليه بلون من التأليه والتقديس، فحسدته في أعماقي، لا لأنه يحظى بإعجابها بل لأنه يستطيع أن يجمع هذه الزهور حوله، على تنوعها وتفاوتها، وفي آخر الجلسة قال لي وحيد: لا بد أن نجتمع الليلة عندي لمناقشة القصيدة، وضرب الموعد وعندما ذهبنا إلى منزل آل النقاش كان في الغرفة أخوه الأكبر رجاء، والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي. فانضم ثلاثتنا إليهم. فقرأت القصيدة، فأثارت الخلاف وإن كان المعترض، وهو الشاعر حجازي، لم يذكر أي عيوب عروضية؛ إما بسبب إلقائي الذي أخفى العيوب، أو لأنه حقا لم يجد فيها عيوبا عروضية!
وعندما امتد بنا الليل قرأت على الحاضرين أبياتا أخرى من شعري، ثم بعض ترجمات لوليم بليك ووردزورث، فأحسست بأن ثمة إجماعا على أن موهبتي ما زالت في حاجة إلى صقل وتنمية، وهذا ما كنت أحسه أنا أيضا، وإن كان وحيد النقاش لا يتحفظ في إعجابه، ويساندني دائما.
অজানা পৃষ্ঠা