ওয়াফা বি আহওয়াল মুস্তাফা

ইবনে জাওজি d. 597 AH
154

ওয়াফা বি আহওয়াল মুস্তাফা

الوفا بأحوال المصطفى

তদারক

مصطفى عبد القادر عطا

প্রকাশক

دار الكتب العلمية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

1408هـ-1988م

প্রকাশনার স্থান

بيروت / لبنان

قومه يبذل لهم النصيحة ، ويدعوهم إلى النجاة ( مما هم فيه ) وجعلت قريش حين منعه الله منهم يحذرونه الناس ومن قدم عليهم من العرب . | وكان الطفيل بن عمرو الدوسي يحدث : أنه قدم مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها ، فمشى إليه رجال من قريش ، وكان الطفيل رجلا شريفا شاعرا لبيبا ، فقالوا له : يا طفيل ، إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا ، وفرق جماعتنا ، وإنما قوله كالسحر ، يفرق بين الرجل وبين أبيه ، وبين الرجل وبين أخيه ، وبين الرجل وزوجته ، وإنما نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا ، فلا تكلمه ولا تسمع منه . | قال : فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت على ألا أسمع منه شيئا ولا أكلمه ، حتى حشوت أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفا ، فرقا من أن يبلغني شيء من قوله ، وأنا لا أريد أن أسمعه . | قال : فغدوت إلى المسجد ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة . | قال : فقمت قريبا منه ، فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله . | قال : فسمعت كلاما حسنا ، فقلت في نفسي : واثكل أمي والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى علي الحسن من القبيح ، فما يمنعني من أن أسمع من هذا الرجل ما يقول ، فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلته ، وإن كان قبيحا تركته . | قال : فمكثت حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته ، فاتبعته حتى دخلت عليه ، فقلت : يا محمد ، إن قومك قالوا لي كذا وكذا . للذي قالوا ، فوالله ما برحوا يخوفونني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك ، ثم أبى الله إلا أن يسمعنيه ، فسمعت قولا حسنا ، فأعرض علي أمرك . | قال : فعرض علي الإسلام ، وتلا علي القرآن ، فوالله ما سمعت قولا قط أحسن ولا أمرا أعدل منه . | قال : فأسلمت وشهدت شهادة الحق ، وقلت : يا نبي الله ، إني أمرؤ مطاع في قومي ، وأنا راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام ، فادع الله أن يجعل لي آية لتكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه . | قال : فقال : ( اللهم اجعل له آية ) . | قال : فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح . | قال : فقلت : اللهم اجعله في غير وجهي فإني أخشى أن يظنوا أنها مثلة وقعت في وجهي لفراقي دينهم . | قال : فتحول فوقع في رأس سوطي . فجعل الحاضرون يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلق وأنا أنهبط إليهم من الثنية . | قال : حتى جئتهم فأصبحت فيهم ، فلما نزلت أتاني أبي وكان شيخا كبيرا . | قال : فقلت : إليك عني يا أبت ، فلست منك ولست مني . | قال : ولم أي بني ؟ | قال : قلت : أسلمت وبايعت محمدا صلى الله عليه وسلم . | قال : أي بني ، فديني دينك . | ( قال : فقلت : فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ، ثم تعال حتى أعلمك ما علمت . | قال : فذهب ) فاغتسل وطهر ثيابه ، ثم جاء فعرضت عليه الإسلام فأسلم .

পৃষ্ঠা ২০৭