واعلم أن القراءة - كالغذاء - يجب أن يلائم صاحبه، وأن لا يزيد عن حاجة معدته، وإلا أصبح شرا عليه!
على أنني لا أريد أن أختم نصيحتي إليك، دون أن أشير إلى طريق سهلة تصل بها - إذا سلكتها - إلى الدقة، وتكون خير مرانة على الكتابة، وهي الترجمة إن كنت تعرف لغة أجنبية.»
الطالب : «كيف تشير علي بالترجمة، وقد سمعت الكثيرين يعيبون هذه الطريقة، ويقررون - تقرير المستيقن الجازم - أن الترجمة تضر أكثر مما تنفع، وأن خير الطرق لتعلم لغة هو تعلمها رأسا من غير وساطة الترجمة!»
الأستاذ : «لأنصار هذا المذهب كل الحق فيما يقولون، وأنا أدين بهذا الرأي أيضا، ويخيل إلي أنك لم تفهمه على وجهه الصحيح!
إن الترجمة لا تنفعك - بل تضرك - إذا حاولت أن تتعلم لغة أجنبية عن طريقها؛ لأنك تضطر إلى اصطناع أساليب لغتك التي ألفتها فيما تترجمه؛ فتفسد بذلك كتابتك!
وعلى العكس من ذلك، إذا أردت أن تترجم من لغة أجنبية إلى لغتك العربية فإنك تكتسب بذلك فوائد جمة متى ابتعدت عن خطر الترجمة الحرفية!
وإني أوجز لك فوائد الترجمة فيما يلي: (1)
أنها تطلعك على معان جديدة، وطرق في الأداء جديدة. (2)
أنها تدربك على البحث عما يؤدي هذه المعاني من العبارات التي تلائمها. (3)
أنها تعودك الدقة والإحكام في التعبير.
অজানা পৃষ্ঠা