ওয়াক্‍জ কিসাসি

কামিল কিলানি d. 1379 AH
178

ওয়াক্‍জ কিসাসি

الوعظ القصصي

জনগুলি

تلقاه في الأحياء إلا كاسدا

وقد يكون الدافع شيئا آخر؛ هو جمود بعضهم على فكرة واحدة، وعدم قدرته على التمشي مع الآراء الحرة لقصر مداركه، كما أنه قد يكون ناشئا عن سوء نية الكثيرين منهم وأنانيتهم وجنونهم بالسيطرة، لكننا مع ذلك جديرون أن لا ننسى أن بعضهم يفعل ذلك عن إخلاص محض؛ لاعتقاده أن انتشار الفلسفة وحرية الفكر بين الجماهير أكبر باعث على السير بهم في طريق الإلحاد والزندقة وزلزلة العقيدة، فكان لذلك يعتقد أن التضييق على الآراء الحرة خير معوان على بقاء الدين ثابت الدعائم، آمنا من تطرق الشك إلى نفوس عامة الناس. ومهما يكن من أمر فقد أدى ذلك التضييق إلى عكس الغرض الأساسي منه، فقد حبب الفلسفة إلى نفوس الكثيرين، وزادهم هياما بها، كما كانت الحال في البلاد الشرقية. وإذا رأينا أكثر ملوك الأندلس يخشون نفوذ الفقهاء، ويتهيبون سطوتهم، ويبذلون جهدهم في نشر العلم، ويشجعون حرية الفكر سرا، لأنهم لم يجرؤوا على مخالفة إرادة الفقهاء، وإذا شكا العلماء والفلاسفة والملوك شدة بأس الفقهاء في أوائل الدولة، فقد انقلبت الحال في أواخرها تقريبا، وأصبحنا نرى في الملوك أنفسهم من هو على رأي الفقهاء المتنطعين في التضييق على الفلاسفة، وستتبينون ذلك من القطعة التالية.

5

وهي: «وقام بأمره (بأمر الملك) من بعده، ابنه علي بن يوسف بن تاشفين، وتلقب بلقب أمير المسلمين، وسمى أصحابه المرابطين ، وجرى على سنن أبيه في الجهاد، وكان - إلى أن يعد في الزهاد والمتبتلين - أقرب منه إلى أن يعد في الملوك والمتغلبين، واشتد إيثاره لأهل الفقه والدين، وكان لا يقطع أمرا في مملكته دون مشاورة الفقهاء، فكان إذا ولى أحدا من قضاته كان فيما يعهد إليه أن لا يقطع أمرا ولا يبت حكومة في صغير من الأمور ولا كبير، إلا بمحضر أربعة من الفقهاء؛ فبلغ الفقهاء في أيامه مبلغا عظيما لم يبلغوا مثله في الصدر الأول من فتح الأندلس. ولم يزل الفقهاء على ذلك، وأمور المسلمين راجعة إليهم وأحكامهم - صغيرها وكبيرها - موقوفة عليهم طول مدته؛ فعظم أمر الفقهاء - كما ذكرنا - وانصرفت وجوه الناس إليهم، فكثرت لذلك أموالهم، واتسعت مكاسبهم، وفي ذلك يقول أبو جعفر المعروف بالبني الأندلسي:

أهل الرياء لبستم ناموسكم

كالذئب أدلج في الظلام العاتم

فملكتمو الدنيا بمذهب مالك

وقسمتمو الأموال بابن القاسم

ولم يكن يقرب من أمير المؤمنين، ويحظى عنده إلا من علم الفروع - أعني فروع مذهب مالك - فنفقت في ذلك الزمان كتب المذهب، وعمل بمقتضاها، ونبذ ما سواها، وكثر ذلك حتى نسي النظر في كتاب الله وحديث رسوله

صلى الله عليه وسلم

অজানা পৃষ্ঠা