চেতনা: মনের মৌলিক ধাঁধার একটি সংক্ষিপ্ত গাইড

আহমেদ হিন্দাউই d. 1450 AH
16

চেতনা: মনের মৌলিক ধাঁধার একটি সংক্ষিপ্ত গাইড

الوعي: دليل موجز للغز الجوهري للعقل

জনগুলি

لكن بخلاف هذا المثال الواحد الذي غالبا ما أقنع نفسي به، فإن معظم حدسياتنا حول ما يمكن اعتباره دليلا على وجود وعي يؤثر في نظام ما تتداعى عند تمحيصها. لذا، يجب علينا إعادة تقييم الافتراضات التي نفترضها حول الدور الذي يلعبه الوعي في توجيه السلوك؛ لأن هذه الافتراضات تؤدي بطبيعة الحال إلى الاستنتاجات التي نستخلصها بشأن ماهية الوعي، وما الذي جعله ينشأ في الطبيعة. إن كل ما نأمل في اكتشافه من خلال دراسات الوعي - بداية من تحديد ما إذا كان شخص ما في حالة واعية أم لا، إلى تحديد أين نشأ الوعي أولا أثناء تطور الحياة، إلى فهم العملية المادية المحددة التي تنتج التجربة الواعية - موجه بواسطة حدسنا حول وظيفة الوعي.

الفصل الخامس

من نحن؟

حين نتحدث عن الوعي، فإننا عادة ما نشير إلى «الذات» التي هي موضوع كل شيء نختبره؛ فكل ما ندركه يبدو أنه يحدث لهذه الذات أو حولها. لدينا ما نشعر أنه تجربة موحدة، حيث تتكشف لنا الأحداث في العالم بطريقة متكاملة. ولكن، كما رأينا، فإن عمليات الربط مسئولة جزئيا عن هذا الأمر، فهي تقدم لنا وهما بأن الحوادث الفيزيائية متزامنة تماما مع تجربتنا الواعية في اللحظة الحالية. يساعد الربط أيضا على ترسيخ مفاهيم أخرى في الزمان والمكان، مثل لون وشكل وملمس جسم ما؛ وكلها تعالج بواسطة الدماغ على نحو منفصل، ثم تجمع معا قبل الوصول إلى وعينا ككل متكامل . غير أنه في بعض الأحيان تتوقف عمليات الربط، بسبب مرض عصبي أو إصابة عصبية، تاركة المريض في عالم مربك لم تعد المشاهد والأصوات فيه متزامنة (العمه الانفصالي)، أو ترى فيه الأشياء المألوفة مجرد أجزاء، ولكن دون التعرف عليها (العمه البصري).

وحتى إذا كان الدماغ سليما، يمكننا في بعض الأحيان ملاحظة مواطن خلل صغيرة في الربط تلقي الضوء على الوهم الذي عادة ما يخلقه لنا الربط. قبل بضعة أشهر، كنت أسير لأحضر كوبا من الماء في منتصف الليل حين سمعت صوت اصطدام مرتفع في الخارج. ولسبب ما، ربما كان متعلقا بحقيقة أنني كنت شبه نائمة، اختبرت تلك اللحظة بطريقة غير عادية؛ فقد لاحظت استجابة الجفول المفاجئ لجسدي قبل سماع صوت الاصطدام. وللحظة وجيزة، شعرت أنني استجبت لشيء لم أسمعه «أنا» بعد.

تخيل كيف ستكون تجربتك إذا لم يحدث الربط على الإطلاق - عندما تعزف على البيانو، على سبيل المثال، إذا رأيت إصبعك تضغط على المفتاح أولا، ثم سمعت النغمة الموسيقية، وأخيرا شعرت بمفتاح البيانو ينزل تحت إصبعك. أو تخيل لو تعرضت عملية الربط للتلف ووجدت نفسك تجري قبل سماع نباح كلب شرس. من دون عمليات الربط، قد لا تشعر بذاتك على أنها ذات على الإطلاق. سيكون وعيك أشبه بتدفق للتجارب في موقع معين من الفضاء؛ وهو ما سيكون أكثر قربا إلى الحقيقة. هل يمكن أن تكون ببساطة على وعي بالأحداث، والأفعال، والمشاعر، والأفكار، والأصوات؛ وجميعها يأتي في سلسلة من الإدراك؟ مثل هذه الخبرة ليست استثنائية في مجال ممارسة التأمل، والعديد من الناس - بمن فيهم أنا - يمكن أن يشهدوا عليها. إن الذات التي يبدو أننا نسكنها معظم الوقت (إن لم يكن كل الوقت) - كمركز متموضع وثابت وصلب للوعي - هي وهم يمكن العبث به، دون تغيير خبرتنا بالعالم بأي طريقة أخرى. يمكن أن يكون لدينا وعي كامل بكل ما هو معتاد من المشاهد، والأصوات، والمشاعر، والأفكار، دون الشعور بكوننا ذاتا تتلقى هذه الأصوات وتفكر هذه الأفكار. لا يتعارض هذا على الإطلاق مع علم الأعصاب الحديث؛ فقد عثر على منطقة من الدماغ تعرف باسم شبكة النمط الافتراضي يعتقد العلماء أنها تسهم في إحساسنا بأنفسنا، ووجد أن هذه المنطقة تقمع أثناء ممارسة التأمل.

1

وثمة طرق أخرى لإيقاف الشعور بالذات. فمن المعروف أن عقاقير الهلوسة - مثل إل إس دي، والكتامين، والسيلوسيبين - تهدئ دائرة في الدماغ تربط بين التلفيف المجاور للحصين وبين القشرة المخية خلف الشبكية في شبكة النمط الافتراضي، وهو ما يفسر سبب وصف الناس لفقدانهم ذاتهم أثناء كونهم تحت تأثير هذه العقاقير.

2

يدرس العلماء تجارب الناس مع عقاقير الهلوسة ونشاط الدماغ المرتبط بها من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي. بينما يكون المشاركون تحت تأثير هذه العقاقير، فإنهم يخبرون تجارب تتراوح بين «الطفو والشعور بالسلام الداخلي، إلى الاختلالات في الوقت والاقتناع بأن الذات تتفكك».

অজানা পৃষ্ঠা