ওয়াক্দ হাক্ক

তাহা হুসেইন d. 1392 AH
116

ওয়াক্দ হাক্ক

الوعد الحق

জনগুলি

ويدخل الزبير بن العوام على عثمان، وكان ابن مسعود قد أوصى إليه، فيقول له: ادفع إلي عطاء ابن مسعود؛ فإن عياله أحق به من بيت المال.

قال عثمان: نعم؛ ثم أدى إلى الزبير عطاء ابن مسعود ومثله معه، وأمر خازن بيت المال، فدفع للزبير خمسة وعشرين ألفا.

ويجتمع أهل الكوفة بعد ذلك بسنتين حول علي رضي الله عنه، ويذكر ابن مسعود، فيقولون لعلي: يا أمير المؤمنين، ما رأينا رجلا كان أحسن خلقا، ولا أرفق تعليما، ولا أحسن مجالسة، ولا أشد ورعا من عبد الله بن مسعود.

فقال علي: نشدتكم الله، إنه لصدق من قلوبكم؟

قالوا: نعم.

فقال: «اللهم إني أشهدك، اللهم إني أقول فيه مثل ما قالوا أو أفضل.»

27

لم يشتد أحد من أهل المدينة في معارضة عثمان حين ظهرت الفتنة كما اشتد عمار بن ياسر، كان على الفطرة كما وصفه النبي

صلى الله عليه وسلم ، وكان يكره التأول ويكره المتأولين، وكان يحب من القول أصرحه، ومن العمل أوضحه، ومن السيرة أشدها استقامة وأبعدها عن العوج والالتواء، وكان الدين الخالص قطعة من طبعه وعنصرا مقوما لمزاجه، وكان أزهد الناس في الدنيا وأقلهم احتفالا بمنافعها، وأشدهم خوفا من الفتنة، وأكثرهم انصرافا عن تعقيد السياسة والتوائها، وكان يحب الحق ويسعى إليه، ولا يحب إلا الحق ولا يسعى إلا إليه. وقد رأى من سيرة النبي وصاحبيه استقامة لا عوج فيها، وصراحة بريئة من الغموض، فاستقر في نفسه أن أمر السلطان يجب أن يستقيم دائما كما استقام للنبي وصاحبيه. فلما رأى اختلاط الأمر واشتباك المنافع واختلاف الأهواء أيام عثمان شق عليه هذا كله، فلم يستطع قلبه أن يسيغه، ولم تستطع فطرته أن تطمئن إليه، فأنكر فيما بينه وبين نفسه، ولاذ بصمته الطويل، واستعاذ بالله من الفتنة كأشد ما يستعيذ الإنسان بالله منها. ثم رأى الناس وسمعهم ينكرون، فلم يكد يفكر ويقدر ويستقصي حتى أنكر كما أنكروا وعارض كما عارضوا، ولكنه على ذلك استمسك بالصمت واستعاذ بالله من الفتنة، حتى رأى وسمع أولئك الشيوخ من أصحاب رسول الله - ومن المهاجرين بينهم خاصة - ينكرون، فجعل اليقين يستبين له.

وتحدث الناس في المدينة ذات يوم أن عثمان أخذ شيئا من جوهر كان في بيت المال فحلى به بعض أهله، وجعل المهاجرون والأنصار يقولون في ذلك حتى أكثروا، وتكلم عثمان على المنبر ذات يوم، فقال: لنأخذن حاجتنا من هذا المال وإن رغمت أنوف أقوام.

অজানা পৃষ্ঠা