Virtues of the Companions - Muhammad Hasan Abd al-Ghaffar
فضائل الصحابة - محمد حسن عبد الغفار
জনগুলি
موقفه من قتلة عثمان واستشهاده ﵁
عن علقمة بن وقاص الليثي قال: لما خرج طلحة والزبير وعائشة للطلب بدم عثمان عرضوا من معهم بذات عرق، فاستصغروا عروة بن الزبير وأبا بكر بن عبد الرحمن فردوهما، قال: ورأيت طلحة وأحب المجالس إليه أخلاها، وهو قابض بلحيته، فقلت: يا أبا محمد إني أراك وأحب المجالس إليك أخلاها، إن كنت تكره هذا الأمر فدعه فلا تخرج، فقال: يا علقمة لا تلمني، كنا بالأمس يدًا واحدة على من سوانا -يقصد بذلك أيام رسول الله، وأيام أبي بكر وعمر بن الخطاب ﵃ أجمعين- فأصبحنا اليوم جبلين من حديد يزحف أحدنا إلى الآخر، ولكنه كان مني شيء في أمر عثمان يعني: كان مجتهدًا متأولًا، فلابد من دم عثمان قبل البيعة لـ علي، وهذا خطأ، فالصحيح أن يلتف الناس حول أميرهم أولًا ثم يطالب الأمير بالدم، لكنهم اجتهدوا فأخطئوا فلهم أجر واحد، أما علي بن أبي طالب فاجتهد فأصاب فله أجران، قال: ولكنه كان مني شيء في أمر عثمان مما لا أرى كفارته إلا سفك دمي في طلب دمه.
والذي كان منه في حق عثمان أنه شاهد مصرع عثمان فندم على ترك نصرته ﵄، وقد كان طلحة أول من بايع عليًا، أرغمه على ذلك قتلة عثمان وأحضروه حتى بايع، وأيضًا الزبير، ولكن طلحة والزبير بعدما أجابا أمير المؤمنين وبايعاه علما أن الخروج عن الأمير يحرم؛ لأن النبي ﷺ بين أن من بويع له فقام أحد عليه فهو باغ لابد أن يقاتل، قال تعالى: ﴿فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾ [الحجرات:٩]، لكن كان عذر طلحة والزبير أنهما بايعا مكرهين ولم يبايعا على الرضا.
عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت مروان بن الحكم حينما رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في عين ركبته، فما زال الدم يسيح حتى مات.
قلت: قاتل طلحة في الوزر بمنزلة قاتل علي، ولذلك علي بن أبي طالب ذهب إلى طلحة وأزال عن وجهه التراب وبكى ويقول: لقد أعز علي أبا محمد أن أراك في هذا الموقف.
9 / 5