Virtues of the Companions - Muhammad Hasan Abd al-Ghaffar
فضائل الصحابة - محمد حسن عبد الغفار
জনগুলি
الأحاديث الصحاح في فضائل علي بن أبي طالب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
ما زلنا مع الشموع المضيئة ومع الأقمار المستنيرة مع أصحاب رسول الله ﷺ الذي ملكهم الله رقاب الدنيا بأسرها في مدة وجيزة من عمر الزمن، الذين اختارهم الله على علم عنده، الذين نظر في قلوبهم فوجدهم أبر الناس قلوبًا، وأعمق الناس علمًا، وأفضل الناس خلقًا، نحن اليوم مع فضائل علي بن أبي طالب ﵁ وأرضاه.
قال سهل بن سعد: إن رسول الله ﷺ قال: (لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ﷺ كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: يشتكي عينيه يا رسول الله، قال: فأرسلوا إليه، فأتي به فلما جاء بصق في عينه فدعا له فبرئ كأن لم يكن به وجع)، وهذه معجزة من معجزات النبي ﷺ، وهذه لفتة بأن الله جل وعلا ما فضل نبيًا بشيء إلا وأعطى نصيبًا من هذا الفضل للنبي ﷺ، فإن الذي كان يبرئ بالمسح هو عيسى ﵇، فالله فضل محمد بنفس صفة من صفات عيسى ﵇، أيضًا يوسف أعطي شطر الجمال، وكان النبي ﷺ كما قال القائل: (كنت أنظر إلى وجه رسول الله وأنظر إلى القمر، فلوجه رسول الله ﷺ أجمل من القمر)، وأيضًا موسى ﵇ كانت أكبر المعجزات التي حباه الله إياها هي أن يلقي العصا فتتحول حية، ورسول الله ﷺ أخذ خشبة ثم هزها فتحولت سيفًا حديدًا غليظًا جدًا، وأيضًا والله جل وعلا كلم موسى وكلم النبي ﷺ، وكما رفع الله عيسى إلى السماء الدنيا فإن الله عرج بمحمد ﷺ إلى السماء السابعة.
فقال علي: (يا رسول الله! أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام)، وهذا واجب على كل مجاهد ألا يقاتل الكافر حتى يدعوه إلى الإسلام، فإن أبى الإسلام يدعوه إلى الجزية وإلا فالقتال، قال: (ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم)، وهذه فيها دلالة على فضل الدعاة وفضل العلماء الذين يهتدي بهم الأمم.
والطريف في هذه القصة أن عمر بن الخطاب اشربت عنقه للولاية؛ لأن النبي ﷺ قال: (يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله)، والنبي ﷺ صح عنه حديث عجيب جدًا، وهو قوله: (الخائن عندنا من طلب العمل) يعني: من طلب إمارة أو إمامة أو طلب مسئولية أو طلب ولاية فهذا من أخون الناس، كما قاله النبي ﷺ، وهذا له تفسير، إما أنه سيكون من أخون الناس؛ لأنه سيوكل إلى نفسه، وإما أن يكون هناك وحي من الله أن الذي يطلب الإمارة لا يعان عليها فيصبح من أخون الناس؛ لأنه سيضيع هذه الإمارة؛ والأحاديث الأخرى تفسر هذا، فالنبي ﷺ قال لـ أبي ذر: (لا تطلبن الإمارة)، وفي الحديث الآخر قال: (من لم يطلبها أو جاءته من غير طلب أعين عليها، ومن طلبها وكل إلى نفسه) فهنا عمر بن الخطاب يقول: أنا ما طلبتها من أجل أنها إمارة، بل طلبتها لأنها شهادة من النبي ﷺ بما وقر في القلب وهو حب الله وحب رسوله ﷺ.
وفي الحديث المتفق عليه عن سعد بن أبي وقاص ﵁ وأرضاه عن النبي ﷺ قال لـ علي: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)، وهذا فضل كبير لـ علي بن أبي طالب ﵁ وأرضاه إذ إن النبي ﷺ أنزله بمنزلة هارون من موسى، وهارون كان نبيًا، وفي بعض الروايات: (ولكنه لا نبي بعدي)، ولا غرو فإن علي بن أبي طالب هو أول الذين أسلموا لله رب العالمين، لم يشرب خمرًا، ولم يعبد صنمًا، ولم يفعل فاحشة قط، فهو مسلم منذ الصغر، وقد اختلف العلماء هل أسلم علي قبل الصديق أم الصديق هو الذي أسلم أولًا؟ فجمع بعض العلماء بين القولين وقال: أول الرجال إسلامًا هو أبو بكر، وأول النساء إسلامًا خديجة، وأول الأطفال إسلامًا علي بن أبي طالب ﵁ وأرضاه.
وقال رجل لـ سهل بن سعد: هذا أمير المدينة يذكر عليًا عند المنبر، يعني: يسب عليًا في هذه المعضلة التي حدثت بينه وبين معاوية، وخاب وخسر من فعل ذلك، وقد قدح في دينه من يتجرأ على علي بن أبي طالب أو يتجرأ على معاوية أو يتجرأ على أحد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، فكان يقول على المنبر: أبو تراب فضحك سهل فقال: والله ما سماه بذلك إلا النبي ﷺ، يعني: كأنه كان يسخر من هذه الكنية، والنبي ﷺ هو الذي كناه بـ أبي تراب، فضحك سهل وقال: والله ما سماه إلا النبي، وما كان له اسم أحب إليه منه، دخل علي على فاطمة ﵂ ثم خرج مغضبًا، فدخل النبي ﷺ على فاطمة وقال: (أين ابن عمك؟) انظروا إلى فقه التعامل! النبي ﷺ يدخل على ابنته وهو يعلم أن هناك مغاضبة حصلت بين علي وفاطمة، فيقول لها: (أين ابن عمك؟) يعني: هذا دمك هذا لحمك هذا قريب منك، حتى ولو حدث بينك وبينه شيء فلا يكونن في قلبك منه شيء، فقال: (أين ابن عمك؟ فقالت: في المسجد، فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره والتراب في ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول: اجلس أبا تراب! اجلس أبا تراب)! وفي البخاري عن عبيدة السلماني عن علي بن أبي طالب أنه قال: اقضوا كما كنتم تقضون، فإني أكره الاختلاف حتى يكون للناس جماعة فأموت كما مات أصحابي، فكان يرى أن عامة ما يروى عن علي كذب.
فالرافضة أشاعوا الكذب، قال الشافعي: أكذب أهل الأرض هم الرافضة، وقال: ما رأيت أحدًا أكذب من الرافضة، وأشهر الأحاديث التي وضعوها على علي هي: (خلقت أنا وعلي من نور على يمين عرش الرحمن)، وأيضًا: (أنا مدينة العلم وعلي بابها) وغيرها من الأحاديث المكذوبة على النبي ﷺ في فضائل علي، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أكثر من جاءت فيه أحاديث في الفضائل من الصحابة هو علي بن أبي طالب، فهو مستغن عن أن يضعوا له الأحاديث.
7 / 2