জাতিগুলির জন্য সাংস্কৃতিক ভিত্তি: হায়ারার্কি, কভেন্যান্ট, এবং প্রজাতন্ত্র
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
জনগুলি
4 (1-1) سلالة الوطنية
في صميم هذه الأيديولوجية الجديدة يكمن الاعتقاد التنويري الذي يؤمن بقوة المنطق البشري الموجهة، وقدرة البشر على تكوين مجتمع متوافق مع مبادئه. يرى إيلي كادوري أن الشخصية الأساسية في التطور الفكري للقومية العلمانية الثورية كان إيمانويل كانط الذي قال إن الأخلاق الإنسانية، وليست إرادة الرب، هي وحدها المصدر المشروع للعمل السياسي، وإن الإرادة الجيدة هي الإرادة الحرة والمستقلة؛ أي المتحررة من قوانين الرب والطبيعة. وعلى الرغم من نموذج النشاط السياسي الذي مثلته الثورة الفرنسية، فقد كان المفكرون الألمان أمثال كانط وهيردر، وأتباعهم الرومانسيون: فيشته، وشلايرماخر، وشليجل، وآرنت، وشليجل، ومولر، ويان؛ هم من قدموا الأساس المنهجي لنظرية السياسة القومية. في هذه النظرية، تندمج الدولة والأمة في كيان مرض ولا يجد الفرد الحرية الحقيقية إلا في الذوبان في الدولة القومية التي تجسد إرادة شعب مطهر ثقافيا ولغويا. إن تلك الإرادة الشخصية هي التي تقلل في نهاية المطاف من نظام التفكير المستنير المنهجي، وتحدد لنفسها حياتها ومصيرها.
5
كان من شأن هذه السلالة الفكرية أن تبين أن ميلاد القومية في الدول الناطقة بالألمانية أعقب هزيمة بروسيا في معركة يينا عام 1806. أشارت إلى وصول تلك القومية «خطابات إلى الأمة الألمانية» لفيشته التي كتبها في عامي 1807 و1808، التي يرى كادوري أنها تمثل أول نص مفصل على نحو كامل لمعتقد قومي أصيل وصاف. ورغم ذلك، فقبل حوالي ثلاثين عاما، قدم جون جاك روسو سليل جنيف شغفا شديدا بالوطن مشابها لخطابات فيشته في نصيحته للبولنديين في أعقاب أول تقسيم لبلدهم، وكان عنوان تلك النصيحة «اعتبارات متعلقة بحكومة بولندا». في هذا العمل، سبق روسو فيشته في معتقد تحمس له للغاية، تمثل ذلك المعتقد في الإيمان بقوة التعليم القومي العلماني القادرة على القولبة لتشكيل شخصية الشباب: «إن التعليم هو ما يجب أن يمنح الأرواح التكوين القومي، ويوجه آراءهم وأذواقهم بحيث يكونون وطنيين ميلا وشغفا وضرورة.» وفي حديث روسو عن حب «الوطن» يجمع بين السمات والمشاعر المميزة للثورة الكلاسيكية الحديثة فيقول:
هذا الحب هو وجوده كله؛ فهو لا يرى شيئا إلا الوطن، إنه يعيش له وحده، وعندما يكون وحيدا يكون لا شيء، وعندما لا يكون له وطن يصبح غير موجود، وإن كان غير ميت فحاله أسوأ من الموت. التعليم القومي ملائم فقط للرجال الأحرار؛ فهم فقط من يستمتعون بالوجود الجمعي ويخضعون حقا للقانون.
6
الحرية، والقانون، والمساواة، والتعليم القومي، والمواطنة وحب «الوطن»؛ تلك هي الموضوعات المتكررة أثناء الثورة، وفي الواقع أثناء كل الثورات التي شهدتها تلك الفترة؛ وكلها أدت إلى رؤية الأخوة، والرابطة الذكورية المتمثلة في الإخوة الذين يحركهم الحب نفسه وتربط بينهم المثل نفسها، فهم أقارب وأصدقاء في الوقت نفسه، مثل الإخوة هوراتي. لقد كانت تلك الرؤية مستوحاة من قراءة للعالم اليوناني الروماني، لا سيما أسبرطة والجمهورية الرومانية، تأثرت ببلوتارخ أكثر من ثوسيديديس وبليفيوس أكثر من تاكيتوس. في هذه الصورة المثالية للعالم القديم، قدمت الأعمال البطولية والأخلاق الصارمة المتمثلة في الاقتصاد والعفة والتضحية بالنفس «أمثلة الفضيلة» لمجتمعات كانت الطبقة الوسطى فيها تشعر ببغض متزايد تجاه «النظام القديم» الواهن والمستبد المكرس لملذات وتفاهات الأقلية المنعزلة في البلاط الملكي وفي القصور. وكان يوجد قدر أكبر من الاشمئزاز تجاه ما شعروا به من تعصب وخرافة من جانب الكنيسة التي سمحت منذ بضعة أجيال فحسب بأكثر المذابح وحشية ودموية في واقع الأمر أثناء الحروب الدينية في أوروبا. مناهضة للبلاط الملكي والكنيسة، ومناهضة لكل أشكال الهرمية، وتناسيا للانشقاقات والصراعات التاريخية الكثيرة في روما وأثينا وغيرها من الدول المدن القديمة الأخرى، أعلنت ثورة «الكلاسيكية الجديدة» للطبقات الوسطى مثل الدولة المدينة القديمة، وقلدت نموذجها بما يتضمنه من قلة عدد المواطنين، والحدود الإقليمية الواضحة، والتمسك بالقانون، والوطنية الشديدة. وكان هذا الصدد ينطوي على نوع من التضامن السياسي الذي يمكن أن يسمح به العقل وتلهمه الأخلاق، وهذا التضامن بدوره عن طريق التعليم المدني والثقافة الشعبية من الممكن أن يخلق رجالا أحرارا ومتساوين، ومخلصين ل «الوطن» وقوانينه، ومشاركين في الكومنولث ويتصرفون بتناغم من أجل مصلحة الجميع. ألم يكن ذلك هو هدف كل الطقوس والمراسم الوطنية التي صممها ديفيد لليعاقبة في ذروة الثورة، ولموسيقى جوسيك، ولشعر شينيه، تلك الطقوس والمراسم التي بلغت ذروتها في قسم المواطنة الذي يدلى به على مذبح «الوطن »، وفوق كل ذلك، في مهرجان الكائن الأسمى الذي دعا إليه روبسبيير في يونيو 1794؟
7
على الرغم من أن المفكرين الأوروبيين في القرن الثامن عشر استرجعوا تراث العالم اليوناني والروماني القديم، حسبما أعلنوا على نحو واضح، فإن هذا الاسترجاع لم يكن غير مسبوق؛ فعلى أي حال، وكما رأينا، بحلول عام 1100 كان كثير من الدول المدن الإيطالية قد أحيا أشكال المؤسسات السياسية الرومانية وطبقها، وكانت تلك الدول نفسها مؤسسة على أساس مستوطنات أو مدن رومانية قديمة. وفي أوائل القرن الخامس عشر كان المفكرون ورجال الدولة الإنسانويون في فلورنسا قد سعوا إلى استعادة «فضيلة» الوطنية الرومانية وتطبيقها بالإضافة إلى التصور العلماني والعملي للتاريخ، واستمر النموذج الجمهوري لروما ومثلها يجذبان دعما قويا حتى بعدما رضخت الجمهورية نفسها لحكم أسرة ميديتشي المسمى «سنيورية»، مثلما حدث في معظم الدول المدن الإيطالية باستثناء البندقية.
8
অজানা পৃষ্ঠা