জাতিগুলির জন্য সাংস্কৃতিক ভিত্তি: হায়ারার্কি, কভেন্যান্ট, এবং প্রজাতন্ত্র
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
জনগুলি
17
كيف يمكن - من الناحية العملية - إثبات أن المجتمعات السابقة تمثل مصادر ونماذج للمجتمعات اللاحقة؟ توضح حالة إسرائيل القديمة أهمية النصوص المقدسة، وتوضح أيضا أهمية القوانين والطقوس والمراسم والصلوات الموصوفة في تلك النصوص. من أنواع المصادر الثقافية الأخرى التقاليد والأعراف، والرموز مثل الكلمات والألقاب، واللغات وأنظمة الكتابة، والأعمال الفنية مثل المسلات والمعابد، والرايات والشارات، والأيقونات والتماثيل، والموضوعات والأساليب الفنية الأكثر عمومية، مثل تلك التي تخص الحضارتين الإغريقية والرومانية، اللتين شهدتا إحياء وتجديدا في حقب لاحقة. على الرغم من أن هذه المصادر العامة يمكن أن تستخدم في مجموعة متنوعة من المجتمعات وليس الأمم، فإن الفكرة الأساسية هي أنها كانت موجودة بالفعل، وبعضها كان مرتبطا بمجتمعات بدت، من بعد، مشابهة لأمم أوروبا اللاحقة الطموحة واستطاعت أن تكون نماذج يقتدى بها لهذه الأمم. ربما لم تكن الرسائل المرتبطة بتلك النصوص والطقوس والرموز والأعمال الفنية هي الرسائل الأصلية لمن ابتدعوها أو لمستخدميها الأصليين، وربما كان تذكر هذه الموارد انتقائيا إلى حد بعيد. ورغم ذلك، فإن صداها ظل يتردد بين نخب الأجيال المتعاقبة كموروثات ثقافية وعناصر اجتماعية قادرة على أن تمثل مصادر مقدسة للهوية الجمعية للأمم.
18 (4) الأمة باعتبارها «مجتمعا ماديا»
ما قلته حتى الآن هو ضرورة التمييز بين «الأمة» باعتبارها فئة عامة وبين المظاهر التاريخية للأمة باعتبارها مجتمعا بشريا يتخذ أشكالا مختلفة، ويكشف عن سمات متعددة في حقب مختلفة بالإضافة إلى السمات الأساسية للنموذج المثالي. في هذا الاستخدام الثاني لمصطلح الأمة، باعتبارها نوعا من أنواع المجتمعات البشرية يتميز بهوية ثقافية أو سياسية أو كلتيهما، يمكن أن نعتبرها مجموعة من المصادر الاجتماعية والثقافية التي يمكن أن يوظفها أفرادها، فتمكنهم - بدرجات متفاوتة - من التعبير عن اهتماماتهم واحتياجاتهم وأهدافهم؛ وهذا يعني أننا يمكننا أيضا أن نصف الأمة بأنها «مجتمع» يتخيله أفراده ويريدونه ويحسونه.
مثل هذه اللغة تثير الشكوك حتما في الجوهرية والتشيؤ، حتى عندما ندرك أنها تمثل اختصارا لجمل عن أعداد كبيرة لأفراد وسياقاتهم المعيارية. يقال إن الأمم لا تمثل مجتمعات كبيرة متجانسة مستمرة ذات سمات ثابتة واحتياجات أساسية، بل مجرد فئات عملية تفرضها دول حريصة على تصنيف أعداد كبيرة من سكانها والإشارة لهم بطرق مناسبة، مثل ما حاولت سياسات الجنسيات السوفييتية السابقة فعله وحققته إلى حد ما. في الحقيقة، وفقا لوجهة النظر التي قدمها روجرز بروبيكر، فإننا يجب ألا نحلل الأمم على الإطلاق في حقيقة الأمر، بل نحلل القوميات، ونعامل «الأمم» على أنها ممارسات مؤسسية، وفئات، وأحداث محتملة الوقوع.
19
إلا أن هذا يجعلنا نغفل عن أمر مهم أثناء تغاضينا عن أمر غير مهم؛ فبعيدا عن محاباة الدولة (بوصفها في حد ذاتها فكرة في وجدان شعبها)، فإن هذا إغفال تام عن تصورات ومشاعر والتزامات أعداد كبيرة من الناس تجاه «أممهم»؛ مما يصعب مثلا شرح السبب وراء استعداد كثير من الأشخاص لتقديم تضحيات كبيرة (بما فيها التضحية بحياتهم نفسها) من أجل أممهم، إلا لو كان ذلك بسبب الإكراه الجماعي. لكي نحاول استبيان السبب في أن الأمم والهويات القومية تبدو مميزة وملزمة وراسخة في قلوب وعقول كثير من أفرادها، لسنا مضطرين لتبني تصورات ومشاعر أعضاء الأمم كفئات لتحليلنا، فضلا عن استخدامها بطبيعة الحال، ولسنا مضطرين لافتراض أن الأمم متجانسة، وبالتأكيد لسنا مضطرين لافتراض أن لها «جوهرا» أو «مقومات أساسية» أو «طبيعة ثابتة». بيد أننا يجب أن ندرك أن أفراد الأمم المتماثلين هم من يتخيلون، ويريدون، ويشعرون بالمجتمع، على الرغم من أنهم يفعلون ذلك في الغالب داخل حدود اجتماعية وثقافية معينة. وبحسب ما وثق مايكل بيليج، نظرا لأن المؤسسات والتقاليد والطقوس والخطابات القومية تستمر عبر الأجيال، فإن كثيرا من الناس يميلون إلى قبول الضوابط والتصورات الأساسية لمجتمعاتهم المأخوذة عن أسلافهم.
20
ليس المقصود الإيحاء بأن الأمم التاريخية لم تمر بكثير من الصراعات والتغييرات، أو أن «مصائرها» لم تكن مركز تنافس النخب وتسابق العامة؛ فمثل كل المجتمعات والهويات، تخضع الأمم والهويات القومية بصورة دورية إلى إعادة تفسير لمعانيها وإلى تغييرات في الهياكل والحدود الاجتماعية، وهذا بدوره يغير محتويات ثقافاتها. ويجب ألا نتخيل أن الهويات القومية لا تقف في تحد مستمر مع أنواع أخرى من الهويات الجمعية؛ كهوية الأسرة، والمنطقة، والدين، والطبقة، والنوع، بالإضافة إلى الانتماءات فوق القومية والحضارات الدينية. بيد أن هذين التحذيرين لا يلهيان عن التأثير التاريخي للأمم باعتبارها مجتمعات «نعيشها ونحسها». مما لا شك فيه أن القومية على المستوى «الفردي» ليست إلا مجرد واحدة من عدد من الهويات، لكنها الهوية التي يمكن أن تكون الفاصلة والحاسمة في الغالب. قد يمتلك الأفراد «هويات متعددة» وينتقلون من دور لآخر ومن هوية لأخرى، حسبما يتطلب الموقف، إلا أن الهويات «القومية» يمكن أيضا أن تكون «متغلغلة» فتتضمن، وتشمل، وتصبغ كل الأدوار والهويات الأخرى، ولا سيما في أوقات الأزمات. علاوة على ذلك، لا يبدو أن أي نوع آخر من الهويات - باستثناء الدين - أو المجتمعات يثير قدرا أكبر من الشغف والالتزام، بما في ذلك التضحية الجماعية بالأرواح، أكثر من مجتمع الأمة.
21
অজানা পৃষ্ঠা