জাতিগুলির জন্য সাংস্কৃতিক ভিত্তি: হায়ারার্কি, কভেন্যান্ট, এবং প্রজাতন্ত্র
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
জনগুলি
13
إن الإصرار على تحليل العناصر الاجتماعية والثقافية على المدى الطويل يعني، في المقام الأول، معاملة الأمم على نحو منفصل عن «القومية»، وأن تكوين الأمم ينبغي أن يدرس بمعزل عن نشأة الحركة الأيديولوجية المتمثلة في القومية. ثانيا: من خلال الجمع بين الماضي (التاريخ)، والحاضر، والمستقبل (المصير)، يصبح الطريق مفتوحا أمام تحليل طويل المدى لظاهرتي العرقية والقومية عبر حقب مختلفة. وهذا بدوره قد يشير إلى طرق مختلفة يمكن من خلالها ربط السمات الاجتماعية والثقافية ل «العرقيات» (الجماعات العرقية) والأمم.
توجد ثلاث طرق أساسية يمكن من خلالها تحقيق هذه الروابط. أوضح هذه الطرق، وهي الطريقة التي ينتهجها معظم مؤرخي الأمم والدول، هي من خلال «استمرارية» الشكل، إن لم يكن المضمون. في هذا الصدد، نتحدث عادة عن الروابط بين مجتمعات العصور الوسطى (نادرا ما تكون مجتمعات العصور القديمة) وبين «الأمم الحديثة». وكما سنرى، حتى مؤرخو مجتمعات العصور الوسطى والقديمة يميلون إلى قياس مستوى «الأمة» بمقياس خصائص «الدولة الحديثة»؛ وذلك فقط من أجل إنكار وجود الأمم في فترة تلك المجتمعات. يتضمن هذا نوعا آخر من «القومية الاسترجاعية»، وفيها يعتبر الماضي مرآة للحاضر كما يقول بروس روتليدج؛ ومن ثم، فالطريقة العادية لزعم استمرارية أمم معينة هو تتبع أنساب الشكل الحديث للأمة وجذوره حتى العصور الوسطى، بالطريقة التي نصح بها أدريان هستنجز وأتباع فلسفة الحكمة الخالدة الجديدة لأوروبا الغربية. وكبديل آخر، يمكن للمرء أن يزعم أن بعض هذه الأمم الحديثة اعتمدت على السمات والمصادر الاجتماعية والرمزية ل «عرقيات» سابقة يزعمون أن صلة قرابة تربطهم بها، ويشعرون أنهم أسلافهم؛ ذلك الزعم الذي زعمه أنصار السلافية وغيرهم في أواخر عهد روسيا القيصرية عندما أعربوا عن وجود صلة قرابة قوية تجمعهم بدوقية موسكو القديمة (قبل عصر بطرس الأكبر)، وجماعة إحيائيي الغال الذين عثروا على مصادر الأمة الأيرلندية الحديثة ممثلة في ثقافة الرهبنة المسيحية في أيرلندا في العصور الوسطى المبكرة. في مثل هذه الحالات، يشكل فهم الماضي العرقي تصورات الحاضر اللاحقة بقدر ما يختار الحاضر من سمات ذلك الماضي، ومهمة المحلل هي محاولة إجراء نوع من التقييم للروابط التاريخية الموثقة، وكذلك الانقطاعات.
14
يتطرق النوع الثاني من الارتباط على «المدى الطويل» لفكرة «تكرر» الأشكال العرقية والقومية، بالإضافة إلى عناصرها الثقافية الاجتماعية الأساسية، على كل من المستوى الخاص والمستوى العام. ومن هذا المنظور، فإن كل الأمم وكذلك «العرقيات»، بالإضافة إلى الأنواع الأخرى من الهويات الجمعية الثقافية أو السياسية، هي ظواهر متكررة الحدوث؛ بمعنى أنها نماذج من المجتمع الثقافي والتنظيم السياسي الذي يمكن أن يوجد في كل فترة وفي كل قارة، والمعرضة لمد وجزر لا يتوقفان، فتظهر وتزدهر، ثم تتدهور وتختفي مرة أخرى، لتظهر مرة أخرى في بعض الحالات (بمساعدة القوميين أو دون مساعدتهم). مرة أخرى، يجب أن نلتفت إلى صفحات جون أرمسترونج من مجلده الهائل وعرضه الشامل للهويات العرقية والعناصر المكونة لها في العالم المسيحي والعالم الإسلامي في العصور الوسطى؛ لكي نفهم كلا من استمرارية وتكرر الهويات العرقية والقومية على «المدى الطويل».
15
أخيرا، يمكن تحقيق الروابط بين الماضي والحاضر من خلال «اكتشاف» التاريخ العرقي و«الاستحواذ» عليه. وهذا موضوع مألوف في الأدبيات التي تناولت القومية، يوجد عادة في الفصول التي تتحدث عن «الصحوة القومية» أو «الإحياء». إن المفكرين، بصفتهم كهنة الأمة الجدد وكتبتها، يوضحون فئة المجتمع القومي؛ ولهذا السبب يختارون السمات الرمزية والاجتماعية من الثقافات العرقية السابقة التي من المفترض أنها «مرتبطة» بمجتمعاتهم وسكانهم المحددين. ويحدث هذا غالبا من خلال اختيار لهجات أو تقاليد أو تراث شعبي أو موسيقى أو شعر من العناصر المحلية البارزة الخاصة لتمثل الأمة كلها، كما حدث في أجزاء من أوروبا الشرقية. المعيار هنا هو مذهب «الأصالة»، فمن أجل إعادة بناء المجتمع كأمة أصيلة صرف، يصبح من الضروري اكتشاف واستخدام السمات الثقافية التي يبدو أنها أصيلة وأصلية تماما، وغير متأثرة بالتراكمات الأجنبية أو التأثير الأجنبي، والتي تمثل المجتمع «في أفضل صوره». الأمر المثير هو أن مثل هذه المذاهب لها مثيلاتها في فترة ما قبل الحداثة. سعت معظم حركات ما قبل الحداثة إلى خلق مجتمعات تحاكي رؤى من ثقافات عرقية دينية سابقة، مثل: رغبة آشور بانيبال الشديدة في إعادة خلق حضارة بابلية عظمى في أواخر عهد الإمبراطورية الآشورية، أو استحضار كسرى الثاني للأسطورة والطقوس والتقاليد الإيرانية الأصلية في أواخر عهد الدولة الساسانية في بلاد فارس. إلا أننا وجدنا أيضا في أواخر عهد الجمهورية الرومانية أكثر من مجرد رغبة نابعة من الحنين إلى الماضي لاسترجاع الطرق الأصلية والعقيدة البسيطة الخاصة بالأسلاف والأجيال السابقة، إلى أشخاص من أمثال كاتو الأصغر وسكيبيو الأفريقي، من أجل اكتشاف ماض عرقي مبجل وفضيل والاستحواذ عليه.
16 (3) الأمة باعتبارها موردا ثقافيا
سألتفت الآن للاستخدام الرئيسي الثاني لمفهوم «الأمة»، كمصطلح وصفي لشكل من أشكال المجتمعات البشرية التاريخية. تتمثل السمة البارزة للأمة بوصفها شكلا من المجتمعات يتسم بالهوية الثقافية أو السياسية أو كلتيهما معا في دورها كنموذج لتنظيم اجتماعي ثقافي. إذا كان يتعين اعتبار الأمة فئة تحليلية على المستوى المفاهيمي، فمن الممكن اعتبارها أيضا على المستوى التاريخي المجرد موردا اجتماعيا وثقافيا، أو من الأفضل اعتبارها مجموعة مصادر ونموذجا يمكن استخدامهما بطرق مختلفة وفي ظروف متنوعة؛ فكما كانت إمبراطورية هان في الصين والإمبراطورية الأكدية في بلاد الرافدين نموذجين ومصدرين ثقافيين لمحاولات لاحقة لبناء إمبراطوريات في تلك المناطق وغيرها، فإن مملكتي إسرائيل ويهوذا، والدول المدن في أثينا القديمة وأسبرطة والجمهورية الرومانية مثلت جميعا نماذج وأدلة يهتدى بها لمجتمعات لاحقة. وهذا ليس من أجل الحكم مسبقا على سؤال ما إذا كانت تلك المجتمعات نفسها من الممكن وصفها بأنها مجتمعات «قومية»، أو إلى أي مدى يمكن وصفها بذلك، فقط من أجل القول بأن كثيرا من الأمم اللاحقة نظر إلى تلك الأمثلة كنماذج للأمة وأخذ منها مصادر معينة: مثلا ومعتقدات وانتماءات، واعتبرها أيضا نماذج للتنظيم الاجتماعي والثقافي.
لعل أفضل مثال على ما يجول في خاطري هو القبول الأوروبي لروايات الكتاب المقدس عن إسرائيل القديمة، وهذه نقطة أوضحها هستنجز لكنه لم يستفض فيها على نحو كاف. إن المسيحية لم تأخذ فحسب نموذج الكيان السياسي في العهد القديم - مملكة إسرائيل القديمة كما زعم - بل إن حكام العصور الوسطى ونخب الإمبراطوريات، والممالك، والإمارات في أوروبا من إنجلترا وفرنسا إلى بوهيميا ودوقية موسكو، وأيضا الكنائس والجامعات؛ أخذوا واستخدموا الأفكار والمعتقدات والارتباطات الخاصة بمجتمع بني إسرائيل القديم الذي «أصبحوا» يدركون أنه مجتمع «قومي». وقبل الإصلاح البروتستانتي بوقت طويل، أصبحت إسرائيل القديمة تمثل النموذج والدليل نحو خلق جماعاتهم المختارة وأقاليمهم التاريخية، ونشر ثقافاتهم المميزة.
অজানা পৃষ্ঠা