মানুষের মধ্যে বৈষম্যের উৎস
أصل التفاوت بين الناس
জনগুলি
وليسمح لي بأن أذكر مثالا يجب أن يبقى منه أحسن الآثار، وأن يظل ماثلا لقلبي على الدوام، ولا أذكر من غير أحلى حنان ذكري ذلك المواطن الفاضل الذي أراني مدينا له بوجودي، والذي علمني في صباي غالبا أن أقوم بالاحترام الواجب نحوكم، ولا أزال أراه يعيش من عمل يديه ويغذي روحه بأعلى الحقائق، وأبصر بجانبه ابنا عزيزا يتناول مع قليل ثمرة أرق ما يصدر عن أصلح الآباء من تعاليم، ولكن إذا كانت عمايات شباب طائش جعلتني أنسى دروسا بالغة تلك الحكمة ذات حين، فإن لي في نهاية الأمر سعادة الإحساس بأنه ليس من السهل على تربية مازجت القلب أن تضيع إلى الأبد، مهما كنا من ميل إلى المنكر.
أولئك، أيها السادة المبجلون الأجلاء، من ولدوا في الدولة التي تحكمون فيها من المواطنين، ومن عامة السكان أيضا، وأولئك هم الرجال الأذكياء المعلمون الذين تدور حولهم لدى الأمم الأخرى، وذلك باسم العمال والشعب، أفكار بالغة الخسة والإفك، ولم يكن والدي ممتازا بين مواطنيه مطلقا، وهذا ما أعترف به مسرورا، وهو لم يكن على غير ما كان عليه الآخرون، وهو مع ما كان عليه، لا تجد بلدا لم يبحث فيه عن مجتمعه، ولم يتعهد فيه مجتمعه - حتى بمنفعة - من قبل أكثر الناس صلاحا، وليس من شأني والحمد لله، وليس من الضروري، أن أحدثكم عن الإكرام الذي يمكن أن ينتظره منكم أناس من هذه الجبلة، أناس يساوونكم بالتربية وبحقوق الطبيعة والولادة، أناس يعدون دونكم بإراداتهم وبما هم مدينون به لفضلكم من أرجحية يمنحونه إياها، فتكونون من أجلها مدينين لهم بضرب من الشكران بدوركم، وأعلم مع السرور الحار مقدار اللطف والعطف اللذين تعدلون بهما مع اتزان حفظة القانون، ومقدار ما تردونه من الاعتبار والعناية إلى من هم ملزمون بالإجلال والطاعة نحوكم، وهذا السلوك زاخر بالعدل والحكمة ؛ وهو يصلح لأن يبعد بالتدريج ذكرى ما يجب نسيانه من الحوادث السيئة لكيلا يرى ثانية، وهذا السلوك هو من الحصافة ما يجد معه هذا الشعب المنصف الكريم لذة في القيام بواجبه، وما يجب معه أن يمجدكم عن طبيعة، وما يكون معه أشد الناس حماسة لتأييد حقوقهم أكثرهم استعدادا لاحترام حقوقكم.
ولا ينبغي أن يحار من حب رؤساء المجتمع المدني لمجده وسعادته، ولكن من الشاق على قرار الناس أن يبدي من يعدون أنفسهم حكاما، وإن شئت فقل سادة، لوطن أكثر قدسية وسموا، حبا لوطن دنيوي يغذيهم، ويا لما أجد من حلاوة في إمكان قيامي باستثناء بالغ الندرة نفعا لنا، فأضع في صف أصلح مواطنينا حفظة العقائد المقدسة الغير المجاز لهم بالقوانين، رعاة النفوس الأجلاء الذين تحمل فصاحتهم الحية العذبة إلى الأفئدة ما يأخذون في ممارسته بأنفسهم دائما من مبادئ الإنجيل! يعلم جميع العالم مقدار ما يزاول من نجاح فن الوعظ في جنيف، غير أن من الناس من بلغوا من عادة سماعهم القول حول أمر وملاحظتهم العمل بأمر آخر ما تجد معه أناسا قليلين يعلمون مقدار استيلاء روح النصرانية، وقدسية الطباع والقسوة على النفس والرأفة بالآخرين، على هيئة واعظينا، ومن المحتمل أن كانت جنيف وحدها هي التي تقدم مثالا ممتعا عن اتحاد كامل بين مجتمع من علماء اللاهوت ورجال الأدب، فتراني أقيم أملي في اطمئنانها الأبدي على حكمتهم واعتدالهم المعروف أمرها، وعلى غيرتهم حول سعادة الدولة، لمدى واسع، وألاحظ في الوقت نفسه، ومع غبطة ممزوجة بعجب واحترام، مقدار ما يساورهم من مقت لما يحمل من مبادئ كريهة هؤلاء الناس المقدسون البرابرة الذين يقدم تاريخهم غير مثال، فتراهم أقل ضنا بالدم البشري لتأييد حقوق الرب المزعومة، أي لتأييد حقوقهم الخاصة، وذلك بنسبة ما يعللون به أنفسهم من احترام دمهم على الدوام.
وهل أستطيع أن أنسى ذلك النصف من الجمهورية الغالي الذي يوجب سعادة النصف الآخر، فما ينطوي عليه من حلم وحكمة يؤدي إلى حفظ السلام وحسن الطباع فيه. فيا أيتها المواطنات المحبوبات الفاضلات «بنات جنيف»، إن من نصيب جنسكن أن يحكم في جنسنا دائما، ويا للسعادة عندما يشعر سلطانكن الطاهر، المزاول في القران الزواجي وحده، بنفسه في سبيل مجد الدولة والنعيم العام فقط! هكذا كان النساء يقدن في إسبارطة، وهكذا يستأهلن القيادة في جنيف، وأي رجل من البرابرة يقدر أن يقاوم صوت الشرف والعقل من فم زوجة حنون؟ ومن ذا الذي لا يزدري ترفا باطلا عندما يرى حليتكن البسيطة المتواضعة التي تلوح، بما تقتبسه من بهائكن، أنها أكثر ما يلائم الجمال؟ وعليكن أن تصن بسلطانكن البريء المحبب وروحكن الفتانة حب القوانين في الدولة والوفاق بين المواطنين، وأن تجمعن بين الأسر المفرقة بزواجات موفقة، وأن تصلحن، على الخصوص، بدروسكن ذات الوداعة المقنعة، وبحديثكن ذي الألطاف المعتدلة، ما يكتسبه شبابنا من سوء سلوك البلدان الأخرى التى لا يجلبون منها، مع لهجة صبيانية وأوضاع مضحكة مقتبسة من نساء فاجرات، وبدلا من أمور مفيدة كثيرة يمكنهم أن يستفيدوها منها، غير إعجاب بما لا أدري ما يكون من عظمة مزعومة وتعويضات حقيرة عن عبودية لا تساوي الحرية المبجلة، فكن دائما - إذن - أنتن حارسات الأخلاق وروابط السلام العذبات، وداومن على استغلال حقوق القلب والطبيعة نفعا للواجب والفضيلة.
وأتملق نفسي إذ لم يكذبني الحادث بإقامتي على مثل هذه الأسس أمل السعادة العامة للمواطنين والمجد للجمهورية. وأعترف مع جميع هذه المنافع، بأنها لا تسطع بذلك الضياء الذي يعشي معظم العيون، والذي يعد ذوقه الصبياني المشئوم عدو السعادة والحرية والأزرق.
وليذهب شباب منحل لبحث في مكان آخر عن ملاذ سهلة وتوبات طويلة، وليعجب ذوو الذوق المزعوم، في أماكن أخرى، بعظمة القصور وجمال الأجهزة، وبالأمتعة الرائعة والمناظر البهية، وبجميع دقائق الترف والتخنث، فلا يوجد في جنيف غير رجال، غير أن لمثل هذا المحضر ثمنه على ذلك، ومن يبحثون عنه يساوون المعجبين بالباقي.
فتفضلوا، أيها السادة المبجلون الأجلاء الكرام، أن تقبلوا جميعا بذات الحلم هذا الدليل البالغ الاحترام على اهتمامي بإقبالكم الشامل، فإذا كنت من الشقاء ما أعد معه مذنبا بهيجان مذياع في قلبي الناري المفتوح، فإنني ألتمس العفو عنه لما ينطوي عليه من ود وطني صادق وللغيرة الحارة الشرعية في رجل لا يرى لنفسه سعادة غير رؤيته إياكم سعداء جميعا.
ويا أيها السادة المبجلون الأجلاء الكرام، أجدني مع الاحترام البالغ خادمكم ومواطنكم الكثير الخضوع والطاعة.
جان جاك روسو
شانبري، في 12 من يونيو سنة 1754
অজানা পৃষ্ঠা