إلى التجريد عن هذه الصفة أيضا حتى ينطبق على الخارجيات. وأما مفهوم «من» فهو مشابه للخارج فى وصف الاندكاك ، فلا يحتاج إلى أزيد من التجريد عن الوجود الذهنى.
هذا كله هو الكلام فيما كان من المعاني الحرفية من قبيل التصوريات واما الكلام فيما كان منها من قبيل الانشائيات.
فاعلم أن الطلب مثلا كلما وجد في الخارج فلا محالة يكون محفوفا بالخصوصيات كخصوصية الزمان الخاص والمكان الخاص والمتعلق والطالب الخاص والمطلوب منه الخاص إلى غير ذلك ، ولا شك أن شيئا من هذه الخصوصيات لا دخل له فى حقيقة الطلب أصلا فهيئة الأمر موضوعة لحقيقة وجود الطلب فقط والخصوصيات التي يتلبس الطلب بها فى الخارج خارجة عن معناها.
توضيح ذلك أن الطبيعة منفكة عن الخصوصيات الفردية لا يوجد فى الخارج أبدا فهي مقرونة فى الخارج أبدا بتلك الخصوصيات ولا شك أن حال تلك الخصوصيات حال أصل الطبيعة فى عدم دخل شيء من الوجود والعدم فى حقيقتها ، ولهذا يصح زيد موجود وزيد معدوم مثلا ، فالوجود إذا أضيف إلى الطبيعة فى الخارج فلا محالة يكون له إضافتان إضافة إلى اصل الطبيعة وإضافة إلى الخصوصيات الفردية ففيما نحن فيه قد الغي جهة إضافته إلى الخصوصيات ووضع اللفظ له بلحاظ اضافته إلى اصل الطبيعة ، فنقول : إن وجود اصل الطلب بل كل طبيعة كلي صادق على الكثيرين.
توضيحه ان تعدد أفراد طبيعة واحدة كما لا يكون من قبل تخالفها فى العوارض الشخصية ضرورة أن فرض تشاكلها فى جميع تلك العوارض لا يوجب رفع التعدد عما بينها، كذلك لا يكون من قبل وجود أصل تلك الطبيعة ؛ اذ لو فرض
পৃষ্ঠা ১৪