24

The Principles of Fatwa in Jurisprudence According to the Maliki School of Thought

أصول الفتيا في الفقه على مذهب الإمام مالك

সম্পাদক

محمد العلمي

প্রকাশক

الرابطة المحمدية للعلماء

সংস্করণ

الأولى

প্রকাশনার বছর

১৪৪০ AH

প্রকাশনার স্থান

الرباط

ونقد، ويستبعد من صبي عمره اثنتا عشرة سنة أن يكون عارفا بأحوال المترجمين، وله ملكة نقدية))(1).

وتشكيك الأستاذ محمد محفوظ متجه غاية، لكن فيه بعض الشواهد القوية لم يوردها، من أهمها أن أبرز شيوخ ابن حارث بالقيروان وهو أحمد بن نصر بن زياد أبو العباس الهواري (319هـ)، ناظر ابن حارث عنده في الفقه. وهو أمر لا يوصف به من صغرت سنه جدا، بل نقل عياض عن أحمد بن عبادة قوله: "رأيت ابن حارث في مجلس أحمد بن نصر، يعني في وقت طلبه بالقيروان، وهو شعلة يتوقد في المناظرة"(2).

كما أن ابن حارث عرف بالنظر وتعليل المسائل مذ وجوده بالقيروان، وكان آنذاك هو رابع أربعة "في وقتهم على طريقة واحدة، في الفقه والنظر إلى المسائل وتعليلها"(3)، هو ومحمد بن مسروق النجار، وربيع القطان، وأبو الفضل الممسي.

وهي طريقة عقلية استثقلها بعض فروعيي القيروان، قال عياض: "ولأحمد القصري كتاب في الرد عليهم، سماهم فيه العقلية"(4). فيبعد أن يكون هذا فيمن لم يبلغ من النضج ما يجعله أهلا للنظر والمناقضة.

كل هذه مرجحات تبعد جدا أن يكون ابن حارث هاجر عن القيروان وهو ابن اثنتي عشرة سنة.

فالراجح أن يكون سن ابن حارث أكبر من هذا قليلا، على وزان ما ذُكر من نبوغ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم في حلقة الإمام الشافعي، وهو لم يتجاوز خمس عشرة سنة.

(1) تراجم المؤلفين التونسيين (205/2).

(2) ترتيب المدارك (268/6).

(3) ترتيب المدارك (322/5).

(4) ترتيب المدارك (322/5).

23