ليس بين أيدينا دستور نعرف به الوسط، زد على ذلك أن أرسطو يتخذ من الرجل ذي الذكاء العادي دستورا، وهذا الاعتبار غير سليم.
يرى الأنانيون أن الحزم هو مصدر الفضيلة، ويرى النفعيون أن الإحسان أساس كل فضيلة، وقسم بعضهم الفضيلة أقساما، وفاقا لما لكل منها من القيمة النسبية، ولكن هذا التقسيم لا يعول عليه؛ لأن قيمة كل فضيلة غير ثابتة لتغيرها بتغير البلاد والأزمنة والأشخاص.
ولكن لا بأس بالتقسيم التالي؛ لأنه يشمل أظهر الفضائل وأشملها لما لم يذكر، وهي على هذا الترتيب: الإحسان، الشجاعة، العدالة، التعفف، كبح جماح النفس، الصدق.
وإليك شرح كل من هذه الفضائل، على وجه الاختصار.
الفصل الثامن
النظر في الفضائل بالتفصيل
(1) الإحسان
المراد بالإحسان ميل الإنسان إلى أن يفعل للناس خيرا، أو يظن بهم خيرا، وهو في حقيقة معناه مراعاة مسرات الآخرين ومساءاتهم والإحسان عند النفعيين هو المبدأ الوحيد الذي يجب أن يكون له أثر في كل فعل من أفعال الإنسان.
يبدو الإحسان بطرق كثيرة، فقد يظهر بل يزاول حيث العلاقة بين المحسن والمحسن إليه علاقة لا اختيار للشخص فيها مثل: (1)
الإحسان إلى الأقارب: كالرحمة البنوية والتعلق بالعائلة، وأمثال ذلك. (2)
অজানা পৃষ্ঠা