الواجب لغة من الوجوب؛ أي اللزوم والثبوت، وهو في الاصطلاح ما يتحتم عمله بأي إلزام، أو هو ما ينبغي أن يفعل فواجباتنا إذن تشمل كل ما يتعين علينا أن نفعله، فهي لذلك كل أشكال السلوك الصالح.
على أننا نطلق لفظ «الواجب» على تلك الأفعال التي يقتضي فعلها باعث أدبي، والتي يحتمل ترددنا في فعلها لو لم يكن لها جزاء أدبي متصل بها. (1) تقسيم الواجبات
تقسم الواجبات إلى: (1)
واجبات تتعلق بالفرد، أو الواجبات الذاتية، كالجد والطهر وتنشئة النفس وكبح جماحها. (2)
واجبات تتعلق بالجماعة. أو الواجبات الاجتماعية كالإحسان والأمانة والعدل والصدق. (3)
واجبات قبل الذات الإلهية كالمحبة والطاعة والتقديس. على أن هذا التقسيم غير قطعي، فقد يلتقي قسم بقسم في شيء وقد يمتد نطاق واحد إلى الثاني؛ وذلك لأن كل واجب قد يدخل تحت الأقسام الثلاثة المذكورة تبعا للوجهة التي ننظر منها إلى هذا الواجب.
وقد قسمت أنواع الواجبات باعتبار جزاءاتها إلى قسمين: (1)
الواجبات الحقيقية. أو الواجبات المحدودة. أو الواجبات الإلزامية التامة. وتلك ملزمة دائما، ويجب أداؤها بطريقة معينة وفي زمان معين، وهي بحيث يمكن أو يجب أن تنفذها الجزاءات القانونية، كالأمانة والصدق وهلم جرا وتلك واجبات تتطلبها الفضيلة الأدبية والقانون المدني على حد سواء. (2)
الواجبات المحدودة. أو الواجبات الإلزامية غير التامة، وهذه ملزمة دائما، ويجب أداؤها ولكن الظرف والزمان متروك أمرهما لرأي الفرد، مثال ذلك الشكر والكرم وهلم جرا. هذه الواجبات لا يوجبها القانون المدني ولا ينفذها، ولكن الفضيلة الأدبية توجبها.
فالواجبات الحقيقية إذن هي تلك التي يقضى علينا بحق أن نفعلها؛ رعيا لمصلحة الجماعة، فإذا ترك أداؤها كان الترك نقضا للعهد وقضاء على آمال الغير فطريها وشرعيها.
অজানা পৃষ্ঠা