وذلك لأنه كما يقول زميله «بولس» الرسول: «بدون دم وسفك دم لا تحصل مغفرة»،
29
إلا أن المسيحية اختارت لنفسها الخروف كقربان حيواني - وقد سبق أن بحثنا ذلك في موضوع الشيطان - دون التيس؛ ولذلك توضح الأناجيل أن الرب «المسيح» كان هو القربان والكبش الأعظم لأنه «حمل الله»؛
30
ولأنه «الخروف ... رب الأرباب وملك الملوك»،
31
وبالتأكيد هو الخروف الذي ذبح.
32
وعندما أعدت التأمل في هذا الموضوع قبل نشره للمرة الثانية في هذا الكتاب وضعت يدي على عدة مسائل وآفاق، أعتقد - على حد ما وقع بيدي من بحوث - أني غير مسبوق إليها، لا في المعالجة، ولا في النتائج، وفي البداية أرقتني عدة مسائل، لم تبد لي متسقة أو مقنعة، ولم أستسغ قبولها على علاتها، ورغم أن طرحي السابق - الذي اقترحت فيه أن تكون مسيرة القربان قد اتخذت خطها الارتقائي عبر سلم متذبذب ما بين التصاعد وبين الكبوات - كان مقنعا، إلا أنه لم يفسر لي هذه المسائل تفسيرا كافيا، وعلى سبيل المثال: لماذا اتخذت العلاقة بين الإنسان وربه شكل المقايضة، يعطيها القربان ثمنا لمقابل يتمثل في زيادة المحصول أو النسل أو الأمان أو ما أشبه، خاصة إذا كانت هذه الآلهة تتمثل في ظواهر الطبيعة؟ إن الملاحظ للأساطير المدونة، وفي نقوش ما قبل اكتشاف الكتابة، يجد هذه الآلهة الكونية تتصف بصفات إنسانية، فتتزوج وتتناسل وتغضب وتحزن وتفرح، فهل كان التقرب هنا للجرم الكوني أم للإنساني المتمثل في هذا الجرم؟
وقد قدم بعض الباحثين تفسيرا للعلاقة بين الإنسان وظواهر الطبيعة المتغشاة بالأنسنة، فأرجعوها إلى ميل البدائي إلى صبغ الكون بالأرواحية
অজানা পৃষ্ঠা