وعليه: فإن اللات بدورها - إلى جوار «العزى» - إنما كانت رمزا لكوكب الزهرة، وهو ما ارتآه «ديسو»، وأيده فيه بشدة كل من «ريكمانز»
64
و«ستاركي».
65
والآن: أين «مناة» من كل هذا؟
يمكنني هنا العودة للاستناد إلى اللبس والخلط الذي حدث بين اللغة العربية وذاتها، ما بين الكتابة غير المنقطة وبين نطقها من جهة، وما بينها وبين بقية اللغات السامية الأخرى، فأضع افتراضا مؤداه أن «مناة» ليست سوى «عناة» روح الخصوبة عند الكنعانيين، المشتقة أصلا من «عشتار» اسم الزهرة في الرافدين. علما بأن «عناة» كانت تلقب بالعذراء، وباسمها الرافدي صراحة «عشتارت»،
66
هذا إضافة إلى ما جاء عن عبادات عرب الشمال، فقد عبد هؤلاء كما أسلفنا الإلهة الأم الأرض (أرض أو أرص أو أرصو أو رضى)، وقد أسموها «مناة»، واعتبروها ممثلة الزهرة من حيث هي نجمة المساء، بينما كان «عزيز» أو «العزى» إلهة الحرب والقتال من حيث هي نجمة الصباح، وأن «مناة» الزهرة كوكب المساء و«العزى» الزهرة كوكب الصباح ليستا سوى إلهتهم الكبرى «اللات» في صورتها عندما تريد أن تكون إلهة للحرب أو إلهة للحب.
67
وهنا نصل إلى ما قاله «ديسو»: إن اللات العربية أخذت عند العرب صورتين هما «العزيان» مثنى «العزى»، ويفسرها بأن «العزى الأولى نجمة الصباح إلهة الحرب. والعزى الثانية هي نجمة المساء».
অজানা পৃষ্ঠা