وكان أبو عبيدة في أثناء ذلك مصغيا. فقال حينئذ: أيها الشيخ أنت قلت: إن التنجيم والرجم بالغيب كثير في بلادكم. أفلم يتنبأ أحد عن مصير هذه السلطنة؟
فابتسم الشيخ وأجاب: بلى إن النبوءات كثيرة، وها إنني أذكر لكم إحداها.
قال المنجم: إن السلطنة ستصير إلى قوم مختونين، وهذه الولايات السورية التي هي أكثر الولايات عمرانا وفيها اليونان أقوى منهم في سواها ستدخل تحت حكمكم، وأحد قوادكم
35
سيصل في سنة 669 حتى أسوار العاصمة (القسطنطينية) ويحصرها، ولكنه يرتد عنها، وسيعبر البلغار أحد فروع السلافيين نهر الدانوب، ويؤسسون في ولايات الشمال مملكة قوية تنمو مدة ثلاثة قرون. ثم ينتشر السلافيون في أبيروس والتراس
36
ومكدونيا وتساليا والأتيك والمورة نفسها حتى سالونيك. فيقوم النزاع العظيم في الغرب بين العناصر السلافية والعنصر اليوناني، ومن سنة 716 إلى سنة 842 يقوم إمبراطرة مصلحون
37
فيفرغون جهدهم في إضعاف نفوذ الإكليروس وعلى الخصوص الرهبان وتنقية العبادات وتقوية السلطة المدنية وسلطة الإمبراطرة، ومن الأسف أنهم سيضطرون بحماسة النزاع إلى بعض الاضطهادات، ولكنهم مع ذلك يصلحون إصلاحات عديدة؛ فيحسنون أحوال الفلاحين والزراع ، ويلغون الرقيق، ويصلحون نظامات العائلة، وسيكون لهم أعوان ومساعدون من جميع الطبقات المستنيرة من الأمة ومن عقلاء الإكليروس أيضا
38
অজানা পৃষ্ঠা