سيأتي يوم يا أورشليم الجميلة ينسى فيه هذا العهد العمري فتشتد دواعي الجهل والبغض بين عناصرك، وحينئذ يختل ميزان العدل بين الناس، ويفشو الاضطهاد، فيتخذ الغرب هذا الأمر حجة للزحف على شرقك رغبة في استخلاصك. حينئذ تقوم حرب هائلة بين الشرق والغرب، وهي الحروب التي سيسمونها حروبا صليبية، وستجني هذه الحروب يا أورشليم على الشرق جناية هائلة؛ لأنها ستكون من أسباب زوال مدينته العظمى، وانتقالها إلى الأمم الغربية، وزيادة الأحقاد بين العناصر البشرية زيادة تشوه، وا أسفاه، وجه الإنسانية.
الفصل العشرون
في حيز هيكل سليمان القديم
المسجد الأقصى - عود إلى أستير
وبينما كان البطريرك يتلو صورة العهد الذي أرسله عمر إليه، ويتأمل فيه وفي قوله: «أن يخرجوا الروم» كان عمر منفردا بأبي عبيدة يسأله ترجمانا لترجمة ما في الرق الذي دفعه البطريرك إليه. فقال أبو عبيدة: العجب من أنه لم يعهد البترك إلى ترجمانه ترجمته لأمير المؤمنين. فقال عمر: لعله يا عامر يكره أن يعلم به أحد من قومه فهات من يترجمه لنا.
فبعث أبو عبيدة في طلب اليهودي يوسف.
فلما وفد الشيخ أبو أستير كان مضطربا دامع العين، فسأله أبو عبيدة عن سبب بكائه، فاشتد بكاؤه وأجاب أنه رام الرحيل بعيلته منذ مدة لمعالجة اعتلال ألم بابنته فحالوا دون سفره، فسأله أبو عبيدة: ومن حال دون سفرك؟ فسكت يوسف.
وكان الإمام عمر يسمع الحديث فقال دون أن يلتفت إلى يوسف: يا ذا الرجل قل من حال دون سفرك؟
فأجاب الشيخ: ضرار وابن معدي كرب.
فأصلح عمر جلوسه في مقعده وقال: مأرب لا حفاوة، ثم قال مخاطبا أبا عبيدة: يا عامر انظر في أمر الرجل فإنني أرى هنا ظلامة.
অজানা পৃষ্ঠা