ذلك أن الشيخ سليمان كان كثير الخبرة في الحياة.
ذلك أنه كان يعلم تأثير بعض الأمراض.
فقد كان له في شبابه طفلان مات أحدهما بعلة سرية في الأسبوع الأول، وتبعه الثاني في الأسبوع الثاني.
فيا أستير ليتك لم تهبي إيليا دفترك. فإنك وضعت له مع عواطفك ميكروبات مرضك.
ولما كان يقبل فيه عواطفك بشفتيه كان يلتقط بهما ميكروباتك.
فافتحوا يا أهل المزرعة قبرا ثالثا بجانب قبري أستير والراهب ميخائيل.
ويا أستير سري وافرحي أن عزيزك إيليا راحل إليك.
وهو أيضا كان مسرورا بذلك.
إنه قبل معرفتك ضجر من الحياة الباردة وسئم اهتماماتها الباطلة، فلما عرفك أصبح يراها لذيذة جميلة. فهل من غرابة أن يكرهها بعدك كما كرهها قبلك؟ •••
وفي اليوم الثالث من مرض إيليا بينما هو طريح الفراش يعاني الحمى التيفوئيدية ويهذي باسم أستير ويراها في أحلامه، كان الإمام عمر يودع أمراء الجيش؛ ليعود إلى «المدينة» المنورة في بلاد العرب حيث كان الناس قد استبطئوه، وظنوا أنه سيقيم في الشام؛ لكثرة خيرها، ورخص أسعارها، وطيب فاكهتها، ولأنها بلد الأنبياء، ولذلك كانوا يخرجون إلى المدينة في كل يوم لاستطلاع أخباره
অজানা পৃষ্ঠা