مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

ওমর সুলাইমান আল-আশকার d. 1433 AH
131

مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

প্রকাশক

مكتبة الفلاح

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

প্রকাশনার স্থান

الكويت

জনগুলি

الآية أنَّ بعض المنافقين حاولوا اغتيال الرسول ﷺ في إحدى الغزوات. أقول: لا ينكر أن الهمَّ قد يفسر بالعزم في لغة العرب، ولكنّ الذي يستنكر ولا يوافق عليه أن يقال: إنَّ كلّ همّ عزم، فهذا غير صحيح. فالهمّ منه ما يكون عزما كما سبق بيانه، ومنه ما ليس بعزم، يقول الِإمام أحمد: "الهم همان: همّ خطرات، وهم إصرار" (١). فمن الهمّ الذي ليس بعزم همّ يوسف ﵇ على القول بأنّه همّ، إذ لم يكن همه عزما بالتأكيد. ومنه هم الرسول ﷺ بتحريق بيوت الذين لا يشهدون الجماعة "لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثمَّ أخالف إلى منازل قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرِّق عليهم بيوتهم" (٢). ومنه همّ عبد الله بن مسعود عندما همَّ بالجلوس وتَرْك الرسول ﷺ واقفا في صلاة الليل: "صليت مع رسول الله ﷺ ليلة، فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء، قلنا: وما هممت؟ قال: هممت أن أقعد وأذر النبي ﷺ" (٣). فهمُّ الرسول ﷺ، وهم عند الله، لم يكن عزما، إذ لو كان عزما لوقع مرادهما، لأن العبد إذا أراد إرادة جازمة، وكان الفعل المراد مقدورا، فلا بد من وقوع الفعل المراد. فلمّا لم يقع ما هم به الرسول ﷺ، وما هم به عبد الله - علمنا أن الإرادة عندهما لم تصل إلى درجة الجزم. ومما اختلف فيه العلماء قوله ﷺ في حديث الاستخارة: "إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثمَّ ليقل ... " (٤) الحديث.

(١) مجموع الفتاوى لابن تيمية (١٠/ ٧٤٠). (٢) صحيح البخاري (٥ - الخصومات)، الفتح (٥/ ٧٤). (٣) صحيح البخاري (٩ - تهجد)، الفتح (٣/ ١٩). (٤) صحيح البخاري (٢٥ - تهجد).

1 / 144