من تواضع لله رفعه
من تواضع لله رفعه
প্রকাশক
دار القاسم
জনগুলি
وإذا رأيت إخوانك يكرمونك ويعظمونك فقل: هذا فضل أخذوا به، وإذا رأيت منهم تقصيرًا فقل: هذا ذنب أحدثته.
هذا في أمر الآخرة أما في أمر الدنيا وشرفها فكما قال عروة بن الزبير: التواضع أحد مصائد الشرف، وكل ذي نعمة محسود عليها إلا التواضع. لأنها تثمر ثمرة يشرف المرء بها على قومه ومن حوله؛ وذلك طاعة لله ﷿، وامتثالًاَ لأمره، ومعرفة بنعمته وفضله.
قال بعض الحكماء: ثمرة القناعة الراحة، وثمرة التواضع المحبة.
أخي الحبيب: أين نحن من هؤلاء؟
كان الحسن بن علي ﵄: يمر بالسؤال وبين أيديهم كسر، فيقولون: هلم إلى الغداء يا ابن رسول الله، فكان ينزل ويجلس على الطريق ويأكل معهم ويركب، ويقول: إن الله لا يحب المستكبرين (١).
وكان عثمان ﵁ يلي وضوء الليل بنفسه، فقيل له: لو أمرت بعض الخدم فكفوك، قال: لا. الليل لهم يستريحون فيه (٢).
وعن عمرو بن قيس: أن عليًا ﵁ رئي عليه إزار مرقوع فعوتب في لبوسه، فقال: يقتدي به المؤمن، ويخشع القلب (٣).
_________
(١) الإحياء ٢/ ٢٦٢.
(٢) تأريخ الخلفاء، ص ١٥٣.
(٣) التواضع والخمول لابن أبي الدنيا ص ١٦٥.
1 / 25