উমারা বিহার ফি উসুল মিসরি
أمراء البحار في الأسطول المصري في
জনগুলি
وفي غضون سنة 1862 سافر الوالي إلى أوروبا ليستشفي من مرض عضال أصابه ولم ينجع فيه دواء، غير أنه عاد إلى الإسكندرية في أواخر سنة 1862 والداء قد استعصى علاجه، فما زال يشتد به ويهد من قواه حتى أدركته المنية وتوفي وهو في الثغر في صبيحة الثامن عشر من يناير سنة 1863 (27 رجب سنة 1279ه).
فمات رابع ولاة مصر من الأسرة العلوية وله من العمر اثنان وأربعون عاما بعد أن تربع في دست الحكم ثماني سنوات وستة أشهر وخمسة أيام، ودفن بالإسكندرية بالصالة الكبرى بمسجد النبي دانيال.
7
حسن الإسكندراني باشا
في غضون سنة 1790 ولد للإمام حسن رئيس قبيلة الشرويشيين بجهة أبخاسيا من أعمال بلاد الشراكسة الشمالية ولد أسماه «زكريا»، كان ثالث أنجاله وآخرهم. شب الطفل وترعرع على ساحل البحر الأسود، ثم صح عزم أبيه على تأدية فريضة الحج، وعقدت نيته على إرسال نجله إلى مصر ليتلقى علومه بالأزهر فينشأ إماما مثله. فغادر الأب بلاده مع ابنه الأصغر حوالي سنة 1800، ولما يتجاوز زكريا بعد العاشرة من عمره، فركبا البحر ليلا وأقلع بهما أحد المراكب الشراعية إلى الآستانة في طريقهما إلى مصر حيث انتوى الإمام ترك ابنه - في أثناء غيابه بالحجاز - عند أحد أصدقائه ومواطنيه المماليك الذين كانت تربطه بهم صلات وثيقة ومودة قديمة.
وبالفعل ارتحل الإمام حسن قاصدا بيت الله الحرام، وسلم طفله في القاهرة إلى أحد السلحدارية الشراكسة من ذوي قرباه إلى حين عودته، غير أن المنية عاجلته وهو في طريقه من مكة إلى المدينة فأصبح زكريا يتيما في قطر غريب وعند غير أهله وعشيرته.
إلا أن السلحدار أنزله في بيته منزلة أبنائه، فعاش زكريا في رعايته وتعلم عليه صناعة الأسلحة. وقد حدث بعد ردح من الزمان أن وجه محمد علي باشا والي مصر عنايته إلى تجهيز حملة عسكرية لإخماد ثورة الوهابيين في جزيرة العرب، فوصى السلحدار في منتصف عام 1811 بصنع كمية من الأسلحة، ولما تم إعدادها حمله السلحدار بصحبة زكريا إلى قصر الأزبكية حيث قابلها محمد علي باشا. وما كاد نظر الوالي يقع على هذا الشاب اليافع وسمعه يصغي إلى قصته حتى أعجبته فيه جراءة أعماله وصدق طويته فشمله بعطفه واستخدمه في ديوانه، فنبذ زكريا اسمه القديم وآثر أن يخلع على نفسه اسم أبيه حسن.
كانت مصر في ذلك العهد قد هبت على بكرة أبيها تلبي نداء الوالي للانتظام في الجيش، فبادر حسن إلى الانخراط في صفوفه. غير أنه لما سافر في أوائل شهر سبتمبر سنة 1811 في معية محمد علي باشا إلى السويس وشاهد فيها نواة الأسطول المصري مبحرا من ثغره لنقل الرجال والعتاد إلى جزيرة العرب أدرك حسن - وهو من أبناء السواحل - أن أمواج البحر تناديه، فوطن نفسه على الدخول في البحرية!
ولكن آماله لم يبد له تحققها إلا بعد ست سنوات!
ففي خلال سنة 1817
অজানা পৃষ্ঠা