178

5

وأفروديتي ذات التاج الجميل، وكيف في البدء، رقدا سويا، في بيت هيفايستوس، سرا، وأعطاها أريس هدايا عديدة، ودنس بالعار فراش السيد هيفايستوس. غير أن هيليوس طير إليه النبأ في الحال؛ إذ كان قد أبصر بهما وهما يرقدان معا في عشق، فلما بلغت الغصة المؤلمة مسامع هيفايستوس، ذهب، وهو في طريقه إلى مكان حدادته، يدبر شرا في نفسه، وصنع قيودا على السندان الهائل، قيودا لا يمكن تحطيمها أو فكها، حتى يستطيع بها تكبيل العاشقين حيث كانا. وبعد أن صنع، وهو في غضبه من أريس، ذلك الفخ، ذهب إلى مقصورته حيث يوجد الفراش، ونثر القيود في كل مكان حول قوائم الفراش، كما علق فوقه قيودا كثيرة، تتدلى من قوائم السقف الخشبية، وكانت دقيقة جدا، أشبه بخيوط العنكبوت، كي لا يمكن لأحد، حتى من الآمة المباركين، أن يراها؛ إذ كانت مصنوعة بمهارة تفوق الحد، وبعد أن نثر فخاخه كلها حول المخدع، تظاهر بالرحيل إلى ليمنوس

Lemnos ، القلعة المتينة البناء، التي كانت عزيزة على نفسه أكثر من جميع البلاد. ولم يكن أريس ، ذو العنان العسجدي، أعمى في ملاحظته هيفايستوس؛ فعندما رأى هيفايستوس الذائع الصيت بمهارة يديه، يرحل، انطلق في طريقه إلى منزل هيفايستوس الشهير، مشتاقا إلى غرام كوثيريا

Cytherea ،

6

الجميلة التاج، وكانت قد حضرت لتوها من بيت أبيها، ابن كرونوس، العتيد، واستوت جالسة، فدخل أريس المنزل، وأمسك بيدها، وتحدث إليها بقوله: «تعالي يا حبيبتي، هيا إلى الفراش لنأخذ متعتنا، مضطجعين معا؛ لأن هيفايستوس لا يوجد الآن بهذه البلاد، بل رحل منذ برهة، كما أعتقد، إلى ليمنوس، لزيارة السنتيين

Sintians ، المتعجرفي الحديث.»

هكذا قال، فبدا لها أن الاضطجاع معه أمر لذيذ مرغوب فيه؛ ومن ثم انطلقا إلى الفراش، واستلقيا ليناما، فأطبقت عليهما قيود هيفايستوس الحكيم الخادعة، ولم يستطيعا، بأية حال من الأحوال أن يحركا أطرافهما، ليفلتا منها. وعندئذ عرفا يقينا أن لا منجاة منها، فاقترب منهما الرب الذائع الصيت، ذو الساعدين المفتولين،

7

عائدا قبل أن يصل إلى بلاد ليمنوس؛ إذ كان هيليوس يقوم بالحراسة من أجله، وأخطره في الحال بالأمر؛ ومن ثم انطلق إلى بيته، بقلب مثقل بالأحزان، ووقف عند الباب وقد استشاط غضبا وحنقا، وبقوة صاح ينادي جميع الآلهة بقوله: «أبتاه زوس، وأنتم أيها الآلهة الآخرون المباركون الخالدون، تعالوا إلى هنا كي تشاهدوا أمرا مضحكا مزريا، كيف تسخر مني أفروديتي، ابنة زوس، بسبب عرجي، وتغرم بهوى أريس المخرب، بسبب جماله وقوة أطرافه، بينما قد ولدت أنا مشوها. ومع كل، فلن يلام على هذا سوى أبوي - ليتهما لم ينجباني أبدا! إنكم سترون بأنفسكم كيف صعد هذان الاثنان إلى فراشي، واضطجعا معا في عشق، وإن هذا المنظر ليزعجني. ومع كل، فإنهما لا يشتهيان، كما أعتقد أن يضطجعا هكذا مدة أطول من ذلك، كلا، ولا حتى لحظة واحدة، ما أجملهما هكذا! سرعان ما سيفقد كلاهما الرغبة في النوم، وقد أمسكت القيود والفخاخ بتلابيبهما، إلى أن يرد لي أبوها، جميع هدايا الغزل التي أعطيته إياها، من أجل ابنته عديمة الحياء؛ فإن ابنته جميلة، ولكنها لا تستطيع أن تمسك زمام شهوتها.»

অজানা পৃষ্ঠা