আরব জাহেলিয়া ও ইসলামের প্রাক্কালের সাহিত্যিকরা
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
জনগুলি
كفه وهو لا يشعر من الغضب.
ونحن نرى أن الرواة لا يقتصرون على الإغراب في قصتهم، بل يغربون أيضا في ألفاظها، إعظاما لها، فهم يستعملون ارتز بدلا من غرز، واقتطم بدلا من اقتطع؛ وفي ذلك ما فيه من التفنن والفكاهة.
وكان لقصيدة الحارث وقع حسن في نفس الملك فأعجب بها، وكانت أمه هند تسمع، فقالت لابنها: «تالله ما رأيت كاليوم قط رجلا يقول مثل هذا القول، يكلم من وراء سبعة ستور.» فقال الملك: «ارفعوا سترا وأدنوا الحارث.» وما زالت هند يزيد إعجابها به والملك يقول: «ارفعوا سترا وأدنوا الحارث.» حتى أزيلت الستور السبعة، وأقعده الملك قريبا منه على مجلسه، ثم أطعمه في جفنته، وأمر أن لا ينضح أثره بالماء. ثم جز نواصي السبعين الذين كانوا رهنا في يده من بكر، ودفعها إليه ، فلم تزل تلك النواصي في بني يشكر يفتخرون بها. وضرب بالحارث المثل في الفخر فقيل: «أفخر من الحارث بن حلزة.» وكان من إعجاب الملك بقصيدته، أن أمره أن لا ينشدها إلا متوضئا.
136
وقد زعم الرواة أن الحارث ارتجلها ارتجالا، كما زعموا أن عمرو بن كلثوم ارتجل طويلته، ومثل هذه المزاعم لا يعول عليها. وحسبك أن تقرأ معلقة ابن حلزة، وترى ما فيها من التنسيق الفكري، وإعمال الروية، والدهاء في التعريض، وسرد الحوادث التاريخية، لتحكم بأنها ليست بنت ساعتها. ومن المعقول أن لا يشهد شاعرا بكر وتغلب يوم التقاضي إلا وهما على أهبة للدفاع والنضال. ولكن ما الحيلة في هؤلاء الرواة، وهم في أكثر أخبارهم يصطنعون المغالاة والإغراب، ولا سيما إذا تناولوا في حديثهم قبيلتين مشهورتين بالعداء كتغلب وبكر، ولا بد لكل قبيلة من رواة ينتسبون إليها، أو يحازبونها، فكيف تريد أن يجعل الراوية التغلبي عمرو بن كلثوم يرتجل معلقته، ولا يجعل الراوية البكري الحارث بن حلزة يجاريه في الارتجال؟! ومما يجدر بنا ذكره أن التنافس الجاهلي بين بكر وتغلب بقي له أثر قوي في الإسلام.
ويزعم الرواة أن الحارث بن حلزة عمر خمسين سنة ومائة كما بلغها عمرو بن كلثوم. ولعل في ذلك شيئا من التنافس أيضا. ولكنهم يجمعون على أن شاعر بكر كان شيخا هرما يوم أنشد معلقته ولم يكن شاعر تغلب يومئذ كذلك. (7-2) آثاره
آثار الحارث كأخباره لم يصل إلينا منها غير القليل، ولولا المعلقة لما كان فيها غناء. وقد عرفنا الأسباب التي حملته على نظم معلقته فنحن ندرسها مستندين إلى هذه الأسباب، وهي السابعة والأخيرة بين القصائد الطوال. (7-3) ميزته - المعلقة
عرفنا أن عمرو بن هند طرد النعمان بن هرم خطيب البكريين، وعرفنا أنه كان يؤثر تغلب على بكر، فكيف استطاع الحارث بن حلزة أن يستميل ملك العراق فيحمله على الحكم لقومه بعد أن كان الفوز مضمونا للتغلبيين؟ وكيف أتيح له أن يرتق ما فتق سفاه
137
النعمان بن هرم؟
অজানা পৃষ্ঠা