أنواع الصبر ومجالاته
أنواع الصبر ومجالاته
প্রকাশক
مطبعة سفير
প্রকাশনার স্থান
الرياض
জনগুলি
نعم، ما جرَّبنا عليك إلا صدقًا. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد». فقال أبو لهب: تبًّا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟ فنزلت: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ﴾ (١).
وفي رواية لأبي هريرة ﵁ أنه ﷺ ناداهم بطنًا بطنًا، ويقول لكل بطن: «أنقذوا أنفسكم من النار ...»، ثم قال: «يا فاطمة أنقذي نفسك من النار؛ فإني لا أملك لكم من الله شيئًا، غير أن لكم رحمًا سأبلُّها ببلالها» (٢).
وهذه الصيحة العالمية غاية البلاغ، وغاية الإنذار، فقد أوضح ﷺ لأقرب الناس إليه أن التصديق بهذه الرسالة هو حياة الصلة بينه وبينهم، وأوضح أن عصبية القرابة التي يقوم عليها العرب ذابت في حرارة هذا الإنذار، الذي جاء من عند الله تعالى، فقد دعا ﷺ قومه - في هذا الموقف العظيم - إلى الإسلام، ونهاهم عن عبادة الأوثان، ورغّبهم في الجنة، وحذّرهم من النار، وقد ماجت مكة بالغرابة والاستنكار، واستعدّت لحسم هذه الصرخة العظيمة التي ستزلزل عاداتها وتقاليدها وموروثاتها الجاهلية؛ ولكن الرسول الكريم ﷺ لم يضرب لصرخاتهم حسابًا؛ لأنه مرسل من الله ﷿، ولابدَّ أن يُبلِّغ البلاغ المبين عن رب العالمين، حتى ولو
_________
(١) البخاري مع الفتح، كتاب التفسير، باب وأنذر عشيرتك الأقربين، ٨/ ٥٠١، برقم ٤٧٧٠، ومسلم بنحوه في كتاب الإيمان، باب قوله: وأنذر عشيرتك الأقربين، ١/ ١٩٤، برقم ٢٠٨، والآيتان من سورة المسد: ١ - ٢.
(٢) البخاري مع الفتح، كتاب التفسير، سورة الشعراء، باب وأنذر عشيرتك الأقربين، ٨/ ٥٠١، برقم ٤٧٧١، ومسلم، كتاب الإيمان، باب: وأنذر عشيرتك الأقربين، ١/ ١٩٢، برقم ٢٠٤، واللفظ له.
1 / 34