ক্লাসিক হেরিটেজ: একটি খুব সংক্ষিপ্ত ভূমিকা
التراث الكلاسيكي: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
الفصل الرابع
دليل إرشادي بين أيدينا
السفر إلى الماضي
تقع السياحة في قلب دراسة التراث الكلاسيكي. وليس هذا مقصورا وحسب على السياحة التي نقوم نحن بها في عصرنا الحديث إلى اليونان، سواء أكانت في العالم الخيالي لكتيبات وملصقات السفر أم في العالم الواقعي لعطلات منطقة البحر المتوسط. بل إن الأمر يتجاوز كونه عملية إعادة اكتشاف لليونان الكلاسيكية قام بها كوكريل ورفاقه من الرحال العظام؛ فقد كان الإغريق والرومان سياحا هم أيضا، وجابوا هم أيضا المواقع السياحية، حاملين أدلة إرشادية في أيديهم، محاربين قطاع الطرق، ومعرضين للسلب على أيدي السكان المحليين، وساعين إلى اكتشاف ما قيل لهم إنه أمر يستحق الرؤية، كانوا متشوقين إلى الدخول في «أجواء» ذلك التراث القديم.
لا يزال أحد الأدلة الإرشادية العتيقة باقيا إلى اليوم؛ وهو بعنوان «الدليل الإرشادي إلى اليونان» كتبه باوسانياس في النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي. وعلى امتداد عشرة مجلدات يرشد باوسانياس المسافر المثابر إلى ما رأى باوسانياس أنها أهم مواقع اليونان، وذلك في رحلة تبدأ من أثينا في المجلد الأول، ثم تمتد عبر جنوبي اليونان، ثم تعود مجددا إلى دلفي في الشمال، وذلك في المجلد العاشر. وفي المجلد الثامن يصف باوسانياس منطقة أركاديا في شبه جزيرة بيلوبونيز. وإحدى نقاط التوقف في أركاديا كانت معبد أبوللو في باساي.
وكما لك أن تتوقع من أي كتيب إرشادي معاصر، بدأ باوسانياس - متخذا من بلدة فيجاليا القريبة نقطة بدء له - بتحديد المسافة إلى باساي، وبعد ذلك وصف باختصار المعبد وتاريخه:
عليه [جبل كوتيليوس] يوجد مكان يسمى باساي، وفيه معبد أبوللو المغيث، مبني من الحجر، حتى سقفه وكل ما به. ومن بين كل المعابد الموجودة في شبه جزيرة بيلوبونيز، تاليا على المعبد الموجود في تيجيا، ربما يعد هذا المعبد الأول من حيث جمال أحجاره وتناسق أبعاده.
ثم يعمد باوسانياس إلى تفسير اللقب الخاص الذي يحمله الإله أبوللو في باساي: أبوللو إبيكوريوس؛ بمعنى أبوللو «المغيث» أو «المعين». يبدو أن هذا اللقب منح إقرارا بمعاونة أبوللو لشعب فيجاليا «في وقت الطاعون، مثلما منح في أثينا لقب «الحامي من الشر» [«ألكسيكاكوس»]؛ وذلك لتخليصه أثينا من شرور الطاعون.»
الطاعون الذي يشير إليه باوسانياس هو ذلك الطاعون الشهير الذي ضرب الأثينيين في بداية حربهم المريرة ضد أسبرطة، تلك الحرب التي تسمى «الحرب البيلوبونيزية»، في أواخر القرن الخامس قبل الميلاد. وقد وصفت أعراض ذلك الطاعون المريعة، من حمى وقيء وتقرحات، تفصيلا على لسان ثوسيديديس، الذي أصيب هو نفسه بالمرض ثم برئ منه. وقد قدم ثوسيديديس المرض بوصفه رمزا سياسيا للكارثة التي حلت بأثينا الديمقراطية في مؤلفه الشامل «تاريخ الحرب البيلوبونيزية» إذ يقول: «الملمح الأشد ترويعا للمرض بأسره ليس فقط فقدان الهمة؛ ففي اللحظة التي يدرك فيها الشخص أنه أصيب به ترى عقله وقد تملكه القنوط على الفور، ويستسلم للموت دون مقاومة، ولكن أيضا في الطريقة التي يلتقط بها المرء عدوى المرض من شخص كان يعتني به؛ ومن ثم كان الناس يموتون كالأغنام.» وصف الشاعر والفيلسوف الروماني لوكريتيوس الطاعون نفسه، ورأى فيه صورة قوية لكارثة كونية حلت بالمجتمع البشري.
يقودنا باوسانياس إلى الاعتقاد بأن هذا الوباء قد ضرب تلك المنطقة من جنوب اليونان أيضا، وأن معابدنا شيدت في ذلك الوقت فيما يبدو بوصفها سبيلا للتعبير عن العرفان للإله الذي أزال المرض. ويقترح باوسانياس أن هوية المعماري تؤكد هذه الرابطة؛ إذ إن معبد باساي صمم بواسطة إكتينوس، وهو المعماري الذي صمم البارثينون في أثينا أيضا، ذلك المعبد الذي اكتمل بناؤه قبيل انتشار الطاعون مباشرة.
অজানা পৃষ্ঠা