وقد قال النبي ﷺ لعمر بن الخطاب: "لا تنسنا يا أُخَيَّ من صالح دعائك" ١.
_________
١ أخرجه الإمام أحمد في "مسنده": (١/ ٢٩، و٢/ ٥٩)، وأبو داود: (٢/ ١٦٩)، والترمذي: (٥/ ٥٥٩) وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه: (٢/ ٩٦٦)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة":ص ١٠٣، وابن عدي في "الكامل": (٥/ ١٨٦٨)، وابن حبان في "المجروحين": (٢/ ١٢٨)، وأبو يعلى الموصلي، والخطيب في "تاريخه": (١١/ ٣٩٦-٣٩٧) جميعهم من طريق عاصم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر عن عمر ... به. وهذا إسناد ضعيف –كما قال شيخنا العلامة المحدّث عبد العزيز بن باز-وعلّته عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب. قال فيه البخاري: منكر الحديث، وكذا قال أبو حاتم وابن نمير، وضعفه أحمد وابن معين وغيرهم (انظر:"تهذيب التهذيب"لابن حجر) وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": (ضعيف) .
وللحديث طريق آخر أخرجه الخطيب في "تاريخه": (١١/ ٣٩٦) من طريق أبي عبيد بن الحسين، ثنا الحسن الزعفراني، ثنا أسباط، عن سفيان الثوري، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: استأذن عمرُ النبي ﷺ في العمرة ... الحديث.
قال البرقاني: قيل هذا لا يتابع عليه أبو عبيد، وإنما الصحيح ما حدّث به الزعفراني عن شبابة عن شعبة عن عاصم بن عبد الله عن سالم عن ابن عمر عن عمر. اهـ.
وقال ابن عبدان: وبلغني عن أبي عبيد بن حربويه حدث به عن الزعفراني مثل هذا –أي من طريق عبيد الله بن عمر-وليس بمحفوظ من حديث الثوري وأظنه وهمًا. اهـ. من "تاريخ بغداد".
وهو كما قال، فإن سائر الثقات الذين رووا هذا الحديث عن الثوري قالوا فيه: عن عاصم بن عبيد الله. وخالفهم في ذلك أسباط بن محمد عن الثوري فقال: عن عبيد الله بن عمر.
وأسباط هذا ضعيف في الثوري. قال ابن معين: كان يخطئ عن سفيان. وقال الحافظ في "التقريب": (ثقة ضعف في الثوري) .
فعلى هذا تكون هذه الطريق منكرة، وذلك أن أسباط وإن كان ثقة فهو ضعيف في روايته عن الثوري، فمخالفته للثقات هنا من باب مخالفة الضعيف للثقة والله أعلم.
1 / 48