الطرق والأوجه في بيانه، والتنبيه عليه، فكيف ينسب جواز دعاء غير الله، وعدم تكفير فاعله إلى القرآن وإلى السنة؟؟
وهل يقول هذا من يعرف ما جاءت به الرسل ويتصوره، فضلًا عَمَّن يؤمن به؟
والمشركون الأولون يعترفون للرسل وأتباعهم أنهم دعاة إلى التوحيد، وإخلاص العبادة والدعاء لله، وإنما نازعوا في تصديقهم، وقبول ما جاؤوا به.
وهذا الذي يزعم أنه اطلع على كتاب الله لم يعرف منه ما عرفه أولئك المشركون!
فالإسلام في هذه الأوقات أغرب منه في أول ظهوره، والدعوةُ إليه مع كثرة من يقرأ القرآن، وينسخه، ويطبع المصاحف، وكتب العلم، فسبحان من قلوب العباد بيده، يصرفها بقدرته وحكمته، ويدبرها بعلمه ومشيئته.
ومن العجائبِ والعجائبُ جَمَّةٌ ... قربُ الدواءِ وما إليه وصولُ
كالعيسِ في البيداءِ يقتلها الظما ... والماءُ فوق ظهورِها محمولُ
وما أحسن ما قال مجاهد –﵀ في قوله تعالى: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾ . [الأنفال:٢٤] قال: حتى يتركه لا يعقل.
وأما قوله: (إن الشيخ أحمد بن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية لا يكفران أحدًا من أهل القبلة) .
1 / 40