وله من قصيدة:
ما خيَّمَ المجدُ إلاَّ في منازلنا ... فليس يَعْدِلنا في الأرضِ من أحدِ
إذا بَلَوْتَ فأخلاقٌ مُهذَّبةٌ ... وإن سألتَ فبذلٌ من فمٍ ويدِ
من كلِّ مكرُمَةٍ فُزنا بأوفَرِها ... حفظُ الجِوارِ لنا والأخذُ بالقَوَدِ
لنا نفوسٌ عن الجاراتِ معرِضَةٌ ... وفي التّقى لأفاعيهنَّ بالرَّصدِ
إن شئتَ من كَلِمِ الأعرابِ أفصحَها ... فخُذْهُ عن والدٍ منَّا وعن وَلَدِ
تَنْبُو حِدادُ الظُّبَا عن غَرْبِ منطقنا ... نبوَّ ظُفرِ الفتَى عن مخلبِ الأسدِ
ومنها في الرّدّ على أبي الفضل إذ ذمَّ أبا عمر ابنَ عبد البرّ:
معتوهُ قسطيلةٍ ينفي رياضتنا ... ومن يُرِدْ قَنَصَ العنقاءِ لم يصدِ
تفيظُ دون مُناها نَفْسُ حاسِدِنا ... وكيف للغَوْرِ يعلو ذِرْوَةَ السَّنَدِ
تعسًا ليوسفَ أنْ مَنَّاهُ خاطرُهُ ... لحاقَنَا وهلِ العرماضُ كالثمدِ
باحَتْ بذمِّ ابن عبد البر قَوْلَتُهُ ... إن الحسودَ على المحسودِ ذو حَرَد
كم يُتْعِبُ النفسَ فيما ليس يبلغُهُ ... والضبعُ يعظمُ عنها كلُّ ذي لِبَدِ
لو حلَّ ساحةَ قومي كان مُطَّرَحًا ... كَبَهْرَجٍ لَحِظَتْهُ عينُ مُنْتَقِدِ
دعوى العلومِ تحلاَّها فأَشبههم ... كما تشابَهَ لفظُ السَّعْدِ والسُّعْدِ
وتوفي أبوه وهو على حاله من الاغتراب والاضطراب، فكتب إلى أخيه مع نثر:
تَبَّتْ يدُ البينِ كم من مهجةٍ عبثتْ ... بها وكم من فؤادٍ وهو مُنْصَدِعُ
دنوُّ رَبْعَكَ أقصى ما أُؤَمِّلُهُ ... لكنْ منالُ الَّذي لم يُقضَ ممتنعُ
1 / 16