وهم الذين يؤنثون رُبَّ، وأنشد على ذلك:
عَسَتْ كُرْبَةٌ أمسيتُ فيها مُقِيمَةٌ ... يكونُ لنا منها رخاءٌ ومخرجُ
فلما وجدوا فيها أحكام الأفعال ألحقوها بالأفعال، فقيل فيها أفعال بهذا المعنى، وهذا هو الذي يجب أن يُعتَقد فيها، لا كما عمله النحويون، فإنهم التزموا فيها أنها أفعال، ومن حقيقة الأفعال التصرف، وأعني بالتصرف: اختلاف الأبنية للدلالة على اختلاف الأزمنة. وهذه أفعال وليست متصرفة، فاحتاجوا أن يعتذروا عن كونها لِمَ لَمْ تتصرف، والحق ما قلته، والله تعالى هو الموفق للصواب. على أنه قد رأيت أبن ظفر في شرح المقامات قد حكى عن أبي عبيد ألله يقال: عَسَيت أعْسى، قال: فعلى هذا يجوز أن يقال: عَاسٍ في اسم الفاعل. وقال عبد الدائم القيرواني في كتابه حُلى العُلى: لا تتصرف عَسَيتُ، لا تقول منها يَفْعَل ولا فَاعِلٌ، إلا أن أبا زيد ذكر أنه جاء
1 / 41