اللغتين ولو كانت عسيتم بالكسر لقرئ ﴿عَسَى رَبُّنَا﴾ بالكسر أيضا، وهذا الحرف لا نعلمهم اختلفوا في فتحه، وكذلك سائر القرآن، وقد حُكِيَ عن أبي عمرو أنه كان يحتج بهذه الحجة.
وقال القتبي ويقولون: ما عَسِيتٌ، والأجود ما عَسَيتُ بالفتح. [وحكاهما] أيضًا ثابت في لحنه قال: وعَسَيْتُ بالفتح أجود. فتبين بما ذكرناه من كلام الأئمة أن أخذ ابن طلحة على ثعلب ليس بشيء.
هذا حكمها إذا كانت مسندة إلى مضمر، فإن كانت مسندة إلى ظاهر نحو قولك: عسى زيد أن يقوم، فلا نعلم أحدا من اللغويين حكى فيها الكسر، إلا ما رأيته للهروي أبي الحسن علي بن محمد في كتابه "الذخائر" فإنه قال: في عسى لغتان: منهم من يفتح السين، ومنهم من يكسرها، فأطلق كلامه فيها ولم يقيده.
وقوله: "ولا يُقَالُ مِنْهُ يَفْعَلُ، وَلاَ فَاعِلٌ".
قال أبو جعفر: أي لا يتصرف فيستعمل منه مستقبل، أو اسم فاعل، فلا يقال منه: يَعْسَى ولا عَاسٍ، وإنما لم يستعمل منه مستقبل ولا اسم
1 / 39