فلما وصل السيد القاسم بلادهم هاجوا عليه مع اشتغال مولانا أحمد بما تقدم وأرادوا به العظيم وحاصروه في بعض بلاد المقابلة، ثم أخرجوه من البلاد على مشقة، ولما اتسق لمولانا -عليه السلام- الأمر وانفصل زيد من عمرو كره أن يكرههم بولاية السيد القاسم فأجابهم إلى إبداله، وقد وصل إلى الإمام -عليه السلام- العلامة فخر الدين[46/ب] (عبدالله بن عامر بن علي -رحمه الله تعالى- وكان مقيما في بيته من هجرة حوث ، وكان مقيما في حكم المعتزل وله رسالة سماها [ ] يحث فيها على الوفاق ويحذر من الشقاق والإفتراق) .....[47/أ]..... .[47/ب] ولما وصل إلى الإمام -عليه السلام- ولاه بلاد وادعة وما إليها، وكانت فيما سبق في أيام حي مولانا الإمام المنصور بالله -عليه السلام- ولايته له، وإلى صنوه المجاهد (الريس) محمد بن عامر -أطال الله بقاه- ثم إنه وقع في آخر أيام الإمام المؤيد بالله من النظر في التصرفات، فاعتذر إلى الإمام -عليه السلام- من العمل، فأعفاه بعد طول مراجعته، وكان السيد القاسم في حكم النايب عنه إذا رجع لعمله، ولما ولاه الإمام -عليه السلام- (وكانت قد افترقت) بلاد وادعة، وقتل منهم من قبل وظهرت فيهم المنكرات، وقطعوا الأعناب وأرسل الإمام (عليه السلام) عليهم العقوبات فلم تنجح فيهم، وكان حي السيد عبدالله -رحمه الله- قد صبر على كريه أحوالهم، فإنه رأى منهم غير ما يعرف من سابق أعمالهم، فكتب إلى الإمام -عليه السلام- بالبراءة منهم، وذهب مغاضبا إلى حوث، وهو مقره وإقامته فيه، وعظمت الفتن بينهم والمفاسد، فأرسل الإمام -عليه السلام- الفقيه بدر الدين محمد بن عزالدين الأكوع واليا عليهم، وأرسل معه مشايخ وادعة الذين وصلوا إليه، وكانوا زهاء من خمسين رجلا، فلما وصل الفقيه محمد كره المشايخ الأولون إقامة المشايخ الآخرين مقامهم وتقدمهم عليهم، وكثرت المغازي والغيارات ، ورجموا الفقيه محمد في مواضع ولم يتلقوه بما يحق؛ لكراهة بعضهم بعضا، فكاتب الفقيه محمد إلى الإمام -عليه السلام- بما وقع واستدعى عقوبات وظن أنها تردعهم عن ذلك، وقد عظمت بينهم الإحن وتكاثرت الفتن، فعادوا على أنفسهم باللوم واجتمعوا وقصدوا السيد العلامة عبدالله بن عامر إلى هجرة حوث، ولاذوا به واسترضوه، وقالوا كلما وقع معنا مما تراه عقوبة لنا لعدم قبولنا أمرك أو كما قالوا، وها نحن تايبون من مخالفتك، وكانوا مع مسيرهم إليه فوق ألف نفر مع وجوههم، وكان السيد المذكور-رحمه الله- عزة وصدق حديث مع مكارم أخلاق وحسن رجوع بعد الحدة، فأعتقد أن هذا مما يوافق الإمام -عليه السلام- وأن ولايته باقية؛ لكونه الذي ترك البلاد باختياره، ولما كان يألف من الإمام المؤيد بالله -عليه السلام- من القبول لقوله، فأخرج الرايات وشد الخيل، وسار معهم إلى بلاد وادعة، وكانوا قد تعطشوا له كثيرا، وقد طلع معهم من أهل هجرة حوث جماعة من السادة والفقهاء من الذين كانوا يألفونه وقصد الحصن، ومشهد السيد الفاضل الطاهر القاسم بن جعفر -عليه السلام- وهو الذي عمر مرافقه المشهورة ووسع مسجده فهو في حكم هجرته ومكانه.
পৃষ্ঠা ২৬৩